أقلام حرة

مثلث (جينيف أستانة سوتشي) يبحث عن كهف الأفعال دون نوايا!

yasin alrazukهل تظنون أنَّ الأطفال الذين يتابعون مارتن ميستري سيتعلمون كيف يحمون كوكب الأرض أم أنَّ الشد البصري سيسرقهم ليكونوا في مكان آخر خارج مسارات الوعي في استحضارات اللاوعي الماضي والآني والمستقبلي ليلعبوا بهم ألعوبة الإنسانية المصطلح الأكثر غزواً وسيطرة في العالم وهو بحدِّ ذاته أسير كلِّ أنواع الغزو والاحتلال الممنهج وأكثر ما ينجح هناك في خرافة الشرق الأوسط  الذي ما زال يرحل من أرذل عمر إلى أرذل عمر خارج عدَّاد الزمن الذي لا يخرف بالتقادم بقدر ما يخرف بالانسياق الأعمى والتغييب المدروس الممنهج لعقول الأجيال والناشئة وللأسف من يلعبون على هذا المنوال منذ إعداد أطفالنا ينجحون بصورة منقطعة النظير ونحن غارقون في الدوبلاجات التسويقية وفي المسلسلات الرابحة بغضِّ النظر عن مدى الارتداد والانعكاس الذي سيترسخ في عقول أبناء هذه الأمة المشرقية التي باتت من أسسها أن تجعل الخرافة بمثابة رقية أمتنا وأن تجعل خرافة الرقية الشرعية شفاء أمتنا التي تغزوها البلاهة بقدر ما ينجحون في تجييشها غرائزياً وعاطفياً وبقدر ما يجعلون النصوص والرموز الدينية والقومية  مغيِّبة لها تماماً عن أيِّ مشهدٍ عقلاني في زمن الانحدار أو لنقل الانحطاط وليت ما يحط بيننا أو يخلق من انحطاط وينحدر من كلِّ الأنساب العالية والاعتناقات المتفاخرة ينحدر ليتدحرج على منحدرات الصحوة  بكلِّ أشكاله التي بدأت في جينيف وعلى منحدر صحوة وصلت إلى أستانة وعلى منحدر صحوة أشد وصلت إلى سوتشي ولا ندري أين ستنحدر كل المؤتمرات متدحرجة على صحوات شعوب الشرق الغبية ولكن ما يهمنا من سوتشي أن لا يبقى مؤتمراً للاستعراض والرقص والسياحة والسفر والوجبات السريعة بل نريده مؤتمر صحوات لكن ليست على غرار صحوات العراق ولا على غرار تيارات القمح الذي يُنكِّس به هيثم المناع رأس ماضيه أو على غرار تيار الغد الذي يُنكس به أحمد الجربا كلَّ غد رغم أنه انطلق مع الدولة من الحديث "عبدي أو ابن الجربا  لو بلغت ذنوبك أو ضحاياك  عنان جنيف وأستانا وسوتشي ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" وهو يضع نفسه في نفس ميزان الدولة بمعنى أنها هي التي سفكت وهو الذي سفك من خلالها دفاعاً عن نفسه ولم ننسَ بعد مقاله في صحيفة إسرائيلية شهيرة  ولم ننس فضائح الفساد المتتالية في صفحته القذرة وعليه لا نلوم بائع غاز جوال قي الوفد الحكومي السوريّ بات زعيم مافيا محروقات في حماة وسواها إذا دخل سوتشي من أوسع أبوابه أو لنقل من أوسع سرقاته ولا نلوم مصفِّقاً مع الحكومة إذا قبض ثمن التصفيق أكثر منافقاً مرتزقاً يدخل ليبحث عن لقمة نفاقه عفواً لقمة عيشه النزيهة فلقد استفاض بوطنيته الجرارة حتى غزا سوتشي بلسانه واحتل صدارة الجالسين على الوجبات السوتشية!...................

ربما وحدها رندة قسيس لن تنكس مجتمعها التعددي فشطآن سوتشي ستكون بوابتها السياحية لا الصناعية إلى شواطئ سورية على مزاج قبطانها الخميس  لا كي يغدو البكيني رسالة خلاص بل كي تتلاشى رسائل المتمندلين والمتمندلات في زمن سرقوا فيه الفضيلة ورفعوا رايتها غصباً وزحفوا ليقصوا الجميع بحجة احترام قيمهم ولا أدري ما معنى احترام مسلم صائم بإيقاف الطعام والشراب أمامه وكأنه يفكر بالاجترار ليفطر عن بعد وما معنى أن تتأذى عينه وهو يريد فرض طاعته البغيضة على غيره غصباً وعنوة ولا يسمح لغيره أن يفطر أو يسقط مقولة "صوموا تصحوا" ليستبدلها بمقولة "ازنوا تصحوا" مثلاً لنخرج من تقديس الحروف بينما أفعالنا تناقضها بكل الدنس !..........

سوتشي برهن أن عقلية القطيع بسلبيتها قبل إيجابيتها تجتاح كلَّ كيانات المحسوبين على الدولة والتي كانت في سوتشي كيانات أفراد  فرادى واحدهم لا يبحث إلا عن جيوبه الملأى أفراد يفتقدون لكل معنى تطبيقي لأيِّ قانون قبل أن يبثوا قوانين جديدة والأهم أن المعارضات غير الواقعية وغير العقلانية إذا لم نقل غير الوطنية  تزداد ضآلة وتفقد كل حجم ومآلها إلى زوال قريب خارج مثلث جينيف أستانة سوتشي ولكن السؤال الأهم هل ستقدر ميس كريدي ورندة قسيس أن تكونا جناحا القيصرين بوتين وبشار في موسكو ودمشق كي تعبرا بمثلث التكوين السوري النسوي الجديد الذي يئنُّ مذ شُرِّعت أبواب النفاق للقاصي والداني وهل ستتناسب أطوال أضلاع المثلث الجديد وزواياه المتغيرة مع نظرات النسوة في سورية وخاصة أن النقاب الشرعي ما زال يأسر النظرات في اتجاه الشبق الممنتج والمدبلج والمشرعن وما زال مارتن ميستري يمضي بأطفالنا وأجيالنا مع أخته من أبيه الحميمة إلى ثقافات الخلاص لكن ليس  على مقاس بوركيني أو بكيني شرقي بل على مقاس "اشلح عقلك بالتي هي أحسن" والأحسن في مجتمعاتنا الثورية ما زال في فرج البدايات النسوية  يسبح دون نهايات !!

 

ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

 

في المثقف اليوم