أقلام حرة

الاضراب والعجب العجاب

fatimaalzahraa bolaaras2يبدو أن سنة 2018ستكون مختلفة بكل المقاييس فقد بدأت بإضرابات نخبوية حقيقية(الأطباء المقيمون) تفتقد  أمرين هامين الأمن والوطن الأمن الذي تفتقده هذه الفئة وهي تؤدي عملها ولا أحد يلتفت إليه ففي أغلب المستشفيات الجامعية في الجزائر يتعرض المقيمون لعنف خطير يصل حد الاعتداء الجسدي دون الحديث عن السب والشتم وكيل الاتهامات من كل نوع ولون #المقيم الذي لا يعرفه أحد# المقيمون هم الأطباء الذين نجحوا في مسابقة التخصص وبدأوا تكوينهم في اختصاصهم تحت إشراف أساتذة مختصين في المستشفيات الجامعية وهم بهذا في الحقيقة مازالوا طلبة في تخصصهم لكن في الواقع يصبح هؤلاء مسئولين بشكل مباشر على حالات خطيرة تتطلب تجربة أوسع وقدرة أكبر على التعامل مع عراقيل الاداره التي لا تنتهي يحاول المقيم أن يعمل ملفا للمريض فيصطدم بتعنت رؤساء المصالح في التخصصات الأخرى وبيروقراطية التسيير و ملل الأستاذ وإحباطه وبذلك يجد نفسه في حاجة إلى التكفل الصحي أكثر من المريض نفسه فإذا أضفنا لهذا حالته الاجتماعية فإننا نجد شخصاً ( يعاني) فكيف يحل من يعاني مشاكل الآخرين!

والأدهى والأمر من ذلك هو ليلة( الحراسة) التي يقوم بها المقيم في ظروف خطيرة فبالإضافة إلى السهر والعمل طوال الليل هناك خطر التعرض لكل ما لا يخطر على بال أحد!

فهل يعرف الناس مثلا أن الاشاعات تقول أن بعض المستشفيات مسكونة وأن بعض المقيمين وخاصة المقيمات يتعرضن لرهاب فظيع ليلة كل حراسة؟ وماذلك  إلا لحالة المستشفيات المزرية التي جعلتها تمتلئ بالقطط والفئران والجرذان وهلم جرا فأي طبيب يستطيع أن يجتهد في مثل هكذا ظروف مهما كان حاذقا؟ سأكتفي بهذا فقط ولو أخرجت ما في،( قاع البرمة) لاحترقت الصفحة من كثرة السواد.

المعلم ذلك (المحقور)

هكذا ينظر المجتمع إلى المعلم ودون مزايدة يمتص جهده ووقته وعافيه لكنه يزدريه بمجرد أن يصبح له جناح المدير ينسى أن المعلم هو من أوصله لكي يصبح مديرا والوزير ينسى أن المعلم هو من قاده إلى كرسي الوزارة أما رئيس الوزراء فيعتقد أنه قفز من بطن أمه فسقط جالسا فوق كرسي الرئاسة هذا دون الحديث عن أصحاب المال والسلطان والتاج والصولجان. ومادام هو أسلوب المجتمع مع المعلم فلا ننتظر خيرا لا من المعلم ولا من المجتمع ولا من الوزير والسلطان #حملات تشويه المشوه# الاعلام المغرض قاد حملات لتشويه صورة الطبيب والمعلم ونجح في ذلك وأصبح المعلم مجرد إنسان جشع يهمل في قسمه لكنه يتقن واجبه في المرآب لأنه بمقابل أما الطبيب فهو مجرد جزار يسعى للاستفادة من (أضحياته) وينسى الجميع أن في الجزائر معلمون وأساتذة يقدمون الدروس الخصوصية مجانا للتلاميذ وأن هناك الكثير من الأطباء يعالجون المرضى مجانا أيضا بل ويشترون لهم الأدوية وكل هذا في صمت لايتحدث عنه الإعلام ولا يهتم به فقد تعودنا نحن الجزائريين أن تبرز أسوأ ما فينا #الوطن أولى# القضايا الوطنية الكبرى لاتعالج بالتعنت لا من السلطة ولا من النقابات لكنها تعالج بالحوار والإصغاء وقطاع التعليم أهم قطاع استفاد منه الشعب الجزائري بفصل تضحياته لذلك على المسئولين أن يكفوا عن المن بأنهم ( قراونا) فلا أحد فعل شيئا من مال أبيه وكذلك قطاع الصحة الذي هو مقياس لتحضر الدولة وإنسانيتها بالرغم من كل خبثها وغرور بعض مسئوليها الوطن يحتاج إطارات تكونت بالجهد والسهر والعرق والمال ومن الحكمة أن تحتوي الدولة أبناءها التي هي في حاجة إليهم بدل التعالي الذي يدمرها قبل أن يدمرهم لنتق الله في وطننا جميعا مواطنين ومسئولين ولننصف أنفسنا ووطننا بأنفسنا قبل فوات الأوان

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

 

في المثقف اليوم