أقلام حرة

محض خيال

ahmad belkasem2تنويه: هذا النص لا علاقة له بالواقع، وأي تشابه في الأحداث أو الأسماء فهو محض صدفة.

- هب أنك كاتب رواية أو قصة قصيرة، ولقد مرت مرحلة المخاض رغم عسرها بسلام.

- أ قلت مرحلة المخاض؟

- نعم !

- أي مخاض؟

- مخاض الإبداع.

- آه فهمت.

- ومرت أيضا مرحلة الولادة رغم عسرها بسلام ودون اللجوء إلى مبضع العملية القيصرية.

- أ قلت الولادة؟

- نعم !

- لم أعد أفهم شيئا.

- أقصد بالولادة خروج المؤلَّف رواية كان أم قصة إلى الوجود.

- لنفرض أن المطبعة وضعته بسلام وبدون مبضع ولا مشرط.

- وبعد حين من الدهر تسمع قرعا على باب بيتك..

- سأقوم لأستطلع من الطارق ثم أفتح له الباب مرحبا به.

- هب أن الطارق هم رجال الشرطة.

- سأستفسرهم عن سبب الزيارة.

- هب أنهم طلبوا منك أن تشرفهم بحضورك إلى القسمم.

- سأفعل مادامت كرشي خالية من أية عجينة، وليس في طنجرتي ما أخاف عليه من الاحتراق.

- هب أنهم أبلغوك أنه لابد من مثولك أمام المحكمة بتهمة السب والقذف في حق شخص أو مجموعة أشخاص والتشهير بهم.

- سأنفي هذه التهمة ما دام لساني بريء منها.

- هب أنهم تلوا على مسمعك صك الاتهام معززا بالوثائق، وبحضور الأشخاص الذين قيل لك أنك سلطت عليهم نيران وحمم لسانك.

- سأرفع يدي وأقسم أنني لن أقول إلا الحق، وأنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.

- هب أن هؤلاء الأشخاص يأتونك بأسماء أبطال قصتك أو روايتك، ويقسمون بأغلظ الأيمان أمام القاضي أن المسمى فلانا في النص، ما هو إلا فلان هذا الماثل امامك، والمسمات فلانة ما هي إلا للا أم الخير هذه المكسوفة الحال في دار الشرع هذه،وأما التي سميتها في نصك زوجة سيدي ومولاي، ها هي حية ترزق أمام عينيك، وأن الأمكنة الواردة في النص بأسماء كذا وكذا، في الواقع ماهي إلا عمارة الحاج فلان، وضيعة للا فلانة، وفيلا سيدي فرتلان.

- سأقول لهم إن أسماء الأشخاص والأماكن الواردة في النص ،هي من محض الصدفة ولا تمت لأي أحد أو مكان بأية صلة.

- هب أن أحدهم قال لك: إن الشخص الذي استحوذ على القطعة الأرضية الكائنة في دوار كذا بطرق غير مشروعة، هو فلان، وأنت سميته في النص فلانا،وإن التي ارتكبت جريمة كذا في نصك في المكان الفلاني، هي فلانة والمكان هو فلان..

- في هذه الحالة ستكون المحكمة قد وصلت إلى الحقيقة.

- أية حقيقة؟

- حقيقة هؤلاء الأشخاص الذين جروني إلى قفص الاتهام.

- هب أن المحكمة قررت إدانتك بما نسبته إليك شخصيات إبداعك.

- سأرفع يدي وأقسم..

- حكمت المحكمة بالجلسة العلنية المنعقدة يومه.. برئاسة السيد.. والسادة المستشارين أعضاء..وحضور السيد.. في القضية المقيدة بجدول المحكمة.. برقم.. على.. بتاريخ .. بعد الاطلاع على .. والمداولة..

حيث إن الدعوى استوفت أوضاعها الشكلية.. وحيث إن الوقائع.. ومن حيث .. موضوع الدعوى ..المقرر قانونا وفقا لحكم المادتين رقمي.. ولما كان ما تقدم وكان الثابت.. حكمت المحكمة بقبول الدعوى شكلا.. وفي الموضوع.. طبقا لمقتضيات الفصل.. حضوريا..بالسجن.. مع وقف التنفيذ..وأداء غرامة مالية..

- ماهذا يا هؤلاء..ماذا دهاكم يا قوم..أنا بريء.. السجن أحب إلي مما تتهمونني به..

 

أحمد بلقاسم بركان 10 غشت 2016

 

 

في المثقف اليوم