أقلام حرة

مخرجات الصخيرات.. الاشجار الملعونة

لا يختلف اثنان عاقلان على ان الاوضاع المأساوية التي يعيشها المواطن انما هي بسبب تمسك الفئة الباغية التي اتت عبر انتخابات 2012 التي شابها التدليس، عندما شعرت هذه الفئة بأنها قد خسرت مواقعها وفق انتخابات 2014 فأعلنت عدم اعترافها بالبرلمان الجديد، مستغلين نفوذهم على مؤسسة القضاء بالعاصمة التي حكمت لصالحهم، فكانت عملية "قسورة"احراق المطار بما حوى، ما افقد اسطول نقلنا الجوي مقدراته، وأصبحت مطاراتنا موضع عدم ثقة لدى هيئة الطيران المدني الدولية نتج عنه عدم استقبال طائراتنا بمطارات العديد من الدول كما ان بعض الدول امتنعت عن ارسال طائراتها الى بلدنا، كما ساهمت عملية قسورة في تشريد العديد من سكان المنطقة، ومن ثم الاستيلاء على العاصمة، وذلك بمساعدة وتدبير من دفعوا بهم الى السلطة ونعني بهم تنظيم الاخوان العالمي العابر للحدود متمثلا في الراعي الرسمي له حكام قطر وتركيا والانجليز ومن على شاكلتهم، ومن ثم بدأ مسلسل التدمير والقتل والتشريد بإخراج تركي لم تنتهي حلقاته بعد، وان اهتدت مؤخرا قنوات mbc الى ضرورة وقف بث المسلسلات الترفيهية التركية، فكل منتجات بني عثمان وان كانت جميلة المظهر فهي مفسدة للعقول.

وجد هؤلاء ضالتهم في اتفاق الصخيرات، استبقوا الاحداث والمهل الزمنية فبادروا الى تشكيل مجلس الدولة بعد ان اضافوا اليه الاعلى (على غرار مجلس السوفييت الاعلى) ليكون بمثابة الجسم المهيمن على كافة ادارات الدولة وليكون له وحده سلطة اتخاذ القرار (تشريعي)، بينما لا يتعدى عمله الاستشارة فقط لاغير.ويتمتع اعضاءه بالعديد من المزايا، وتفرش لرئيسه البسط الحمر.

الحديث عن محاولة اغتيال لرئيس مجلس الدولة من قبل خصومه بالجبل الغربي يدعو الى السخرية، المنطقة يوجد بها قوتان مسلحتان احداهما تتبع العصية بنغازي وهذه القوة التي قال قادتها تتمركز قاب قوسين او ادنى من العاصمة ومقدمة على تحريرها في أي وقت، سرعان ما اختفت(عند اول اختبار لها-فتخلت عن البيئة الحاضنة لها) كما يختفي السراب كلما تقدم العطشى، فأصبحت تلك القوة في مخابئها، لا تكاد تحرك ساكنة وتحسب كل صيحة تخصها فتزداد انكماشا، اجزم بأنها ليست في وارد القيام بأي عمل يطال قامة مرموقة وهامات مصاحبة له، وتأليب الرأي العام الدولي(الذي غرس الاشجار الملعونة)الذي سرعان ما اعلن شجبه واستنكاره للعملية.القوة العسكرية الاخرى هي تلك التي تتبع السبية (العاصمة) واعدها محاولة منها من اجل الانقضاض على قوات الخصم ليتم لها السيطرة على كافة مدن الجبل الغربي وبالتالي يصبح الغرب الليبي باكمله تحت حكم مجلس الوصاية –الرئاسي.

المجلس الرئاسي المغتصب للسلطة مع مجيئه ازدادت الاوضاع سوءا وساهم وبشكل فاعل في قتل ابناء المؤسسة العسكرية الذين يحاربون الارهاب، ولعل عدم صدور نتائج التحقيق بشان مجزرة براك الشاطئ رغم مرور الوقت الكافي خير دليل على ذلك، فالتحدي الذي اعلنه الوزير المفوض لشؤون الدفاع (الذي اوقف عن العمل ثم تم ارجاعه لشراء صمته)يجعلنا اكثر يقينا بان المجلس الرئاسي احدى الاشجار الملعونة التي تم غرسها ورعايتها لتفسد الارض والعباد وما الاعلان عن وجود كم هائل من الشركات الوهمية لتوزيع المحروقات وتهريبها الى الخارج من قبل النائب العام انما هو غيض من فيض.

اننا نتوق الى اليوم الذي يوضع فيه رئيس مجلس الدولة وأعضائه الميامين والمجلس الرئاسي وحكومته المغتصبين للسلطة وكل من ساهم (الاشجار الملعونة)في ايصال الوطن الى هذا الوضع المزري، خلف القضبان ومحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم بحق الوطن، المؤكد ان السيد النائب العام لن يجرؤ على اصدار مذكرات(استنابات ) توقيف وجلب بحق هؤلاء، لأنه اعجز من ان يقوم بذلك، ولكن لا باس، يبدو انه قد نفخ فيه من روح الرعاة الرسميين لتدمير البلد، واعطي بعضا من حبوب الشجاعة ليظهر امامنا بأنه سيقوم بواجبه على اكمل وجه، لننتظر ماذا سيحل بمن صدرت بحقهم المذكرات، المؤكد ان هؤلاء لهم روافد وجذور، فهل سيتم اقتلاعهم من الجذور؟ ام انه سيكتفى بقطع الاغصان وحرقها (التضحية بها) وتظل الجذور غير منظورة الى ان يأتي الوقت المناسب لإخراجها دونما أذى، او ان تكون الظروف ملائمة لإنبات براعم جديدة، لتستمر دورة الحياة، ليس امامنا إلا الانتظار ان بقى فينا بصيص نظر، فقد جفت مآقينا وابيضت الاحداق.انه قدرنا الذي ارتضيناه لأنفسنا، لأننا نخشى الموت وما نحن بأفضل حال من الأموات، مجرد دواب تمشي على الارض

 

ميلاد عمر المزوغي

 

 

في المثقف اليوم