أقلام حرة

غزة: أما ان يتنفس الجميع.. أو لا يتنفس أحد!

صائب خليلفي أوائل الستينات، شهدت الأوروغواي بروز حركة ماركسية مسلحة باسم "التوباماروس"، قامت لمقاومة الحكومات الدكتاتورية الصديقة لأميركا. اتبعت المنظمة مبدأ الحد الأدنى الممكن من العنف، فلجأت إلى الخطف من أجل إطلاق سراح سجنائها، كما قامت بعمليات اقتحام لسجونهم. كذلك قاموا بالسطو على البنوك وتوزيع أموالها على الفقراء، معتبرين أنفسهم "روبن هود" أوروغواي.

ردت أميركا بتدريب شرطة حكومة الأوروغواي العميلة لها، على وسائل التحقيق والتعذيب وارسلت الخبراء من اجل ذلك، فاختطفت التوباماروس أحد اكبرهم، واضطرت لقتله بعد ان رفضت الحكومة مبادلته بسجنائها.

وصف الكاتب والدبلوماسي القديم وليام بلوم منظمته "التوباماروس" بأنها “ربما تكون أكثر منظمة سرية عرفها العالم ذكاءاً وإبداعاً في أساليبها”. ففي إحدى العمليات التي اشتهرت بها، سيطرت التوباماروس على ناد ليلي للطبقة الراقية في البلاد أثناء حفلة راقصة، ولم تؤذ أحد من الحضور، لكنها خطت على الحيطان شعارها الذي صار الأكثر شهرة:

"أما أن يرقص الجميع، أو لا يرقص أحد"!

واليوم تبتكر غزة المحاصرة أجمل ابتكاراتها في المقاومة: دخان الإطارات المطاطية، وشعارها:

أما ان يتنفس الجميع أو لا يتنفس أحد!

 

صائب خليل

 

في المثقف اليوم