أقلام حرة

بعد ان تحول الانتماء الى الوطن الى انتماء لكتل وأحزاب واهنة

عقيل العبوديقال ان عدد المرشحين للانتخابات اليوم في العراق بلغ عددا من الآلاف، وان الدول الكبرى وفقا لمصالحها تشرف على هذه الإعداد لتسويق سياساتها، ولذلك بناء، تحول الوطن الى سوق بيع وشراء للمناصب بغية توزيع ثرواته وموارده كل بحسب.

قبل سنين كان الانتماء للوطن معناه تلك العلاقة التي تربطنا مع الارض، والشمس والمطر. آلستينات، نهايتها ما زالت تشهد.

آنذاك كنّا طلابا في المدرسة الابتدائية- الخميس، ملابس الكشافة، رفع العلم.

مدينتنا الجنوبية من تراب ارضها الخصبة، كنّا نتنفس اسماء الأشياء؛ الأشجار، الورد، السنابل، السماء، الشمس.

الورد نستنشق عطره، النهر نرسم لونه الأزرق، السمك نرسمه مع شباك الصيادين، الغروب نرسم سعيفاته مع لون الغروب، النخيل كنّا ننظر لإمتداده الشاهق دون ان نعرف معنى الشموخ.

نشيد موطني كلماته كانت تنبت في ارواحنا مثل الهواء الذي نتنفسه، ريحه كانت تهب مثلما الشهيق. الوطن يضم في معناه الكبير صورا نعيشها، نسمع بها، نتذوقها؛ المعلم، دار ودور، المحلة والجيران، الام والأب، البيت، زغردات العصافير الفراشات ورائحة الرحيق، مرشد الصف، الحارس بصفارته الليلية، لاعبو كرة القدم ، الملعب والقسم الرياضي، عباءة امي وتنور الخبز والسمك المشوي، والقطار الذي يقطع المسافة من بغداد الى مدينتنا الجنوبية.

العلم بالنسبة لنا كان يعني التحية والمحبة والشهادة. لذلك عندما كان معلم الرسم يسألنا ان نرسم ما يحلو لنا، كنّا بفطرتنا المعتادة نرسم بيتا محاطا بالخضرة وشعاع الشمس تعبيرا عن عمق محبتنا.

لم يكن الوطن ذات يوم بحاجة الى هذه الأكمام من المرشحين والعاطلين.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم