أقلام حرة

أصداء حول اغتيال الأكاديمي الفلسطيني (ابن غزة) فادي البطش في ماليزيا..

bakir sabatinاغتيال الأكاديمي الفلسطيني (ابن غزة) فادي البطش في ماليزيا فجر اليوم السبت، وعائلته تتهم الموساد، الشهيد من قادة حماس وهو أحد علماء الطاقة المعروفين عالمياً ولديه براءة اختراع في مجال الطاقة، وقد منح أربع جوائز ماليزية نظير أبحاثه العلمية المتميزة كانت إحداها لا تمنح إلا للعلماء الماليزيين. وكان عمّا قريب سيرأس مؤتمراً عالمياً للطاقة في تركيا ممثلاً ماليزيا التي يعمل في جامعاتها.

وأفاد قائد الشرطة الماليزية في مدينة جومباك "مازلان لازيم" أن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا أكثر من 14 رصاصة على البطش في تمام الساعة السادسة صباحا، وإحدى الرصاصات أصابت رأسه بشكل مباشر فيما أصيب جسده بوابل من النيران مما أدى إلى وفاته على الفور.

وقد تنافلت الصحف الإسرائيلية الخبر بترحيب شديد منبهة إلى أن وجوده حياً كان سيتهدد أمن الكيان الإسرائيلي وبمقتله حرمت حركة المقاومة حماس من خبراته العلمية.. وكان الصحفي الإسرائيلي ألون بن دفيد من أول من كتب عن تفاصيل الخبر لافتاً إلى أهميته.

وعقب الحادث الأليم أعلنت السفارة الفلسطينية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بأنها تبذل ما في وسعها من أجل إعادة الجثمان إلى غزة لدفنه هناك، فضلاً عن إعادة أرملته وأبنائه الثلاثة إلى القطاع.

من جهته اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية جهاز الموساد الإسرائيلي بالمسؤولية عن استشهاد العالم الفلسطيني فادي البطش. وفي ذات السياق صرح نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي قائلاً بإن منفذي الاغتيال يعملان لحساب أجهزة استخباراتية معادية للفلسطينيين.

وأضاف حميدي أن بلاده ستطلب من الشرطة الدولية (إنتربول) وجهاز الشرطة الإقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) وأجهزة أمنية أخرى، تتبع منفذي اغتيال البطش (35 عاما).

وتابع الوزير الماليزي أن الشهيد مهندس في الكهرباء، و"خبير في صناعة الصواريخ"، مشيرا إلى أنه كان سيسافر إلى تركيا للمشاركة في مؤتمر دولي.

وخلال حضوره مع وفد من حماس مراسم عزاء البطش في غزة، قال هنية إن حركة حماس طلبت من الحكومة الماليزية التحقيق في اغتيال البطش وأرسلت وفدا للمتابعة.

وكانت حماس قد نعت في بيان البطش، وأضافت أنه تميز بمساهمات مهمة، ومشاركات في مؤتمرات دولية في مجال الطاقة.

وفي تعليقه، أشار القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن اغتيال البطش يمثل تهمة لإسرائيل ولأجهزتها الأمنية، مشيرا إلى أنه لا مصلحة لأحد باغتيال البطش "سوى أعداء الشعب الفلسطيني".

وفي السياق نفسه اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الموساد باغتيال البطش، وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف الضالعين فيه.

كما اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموساد بالوقوف وراء اغتيال العالم الفلسطيني، وقالت إن هذه الجريمة تأتي في ظل السياسة الثابتة التي انتهجها الموساد في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للعقول والعلماء العرب والفلسطينيين.

وكان خبر اغتيال العالم الفلسطيني الدكتور فادي البطش قد استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن دون أي تعليق رسمي من حكومة الاحتلال. وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ اغتيال البطش، وأبرزت على مواقعها أنه كان مهندساً كهربائياً ومتخصصا في الطائرات المسيرة، وأنه كان ناشطا في العمل الخيري بماليزيا، خاصة مع الجمعيات التي تدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. وقد نوهت تلك الوكالات إلى أن الفلسطينيين يتهمون جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله، وأنهم استذكروا عددا من العلماء الذين تمت تصفيتهم في ظروف غامضة.

كما قال كبير مراسلي القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دفيد إنه "تم اغتيال رجل حماس فادي البطش في ماليزيا"، ووصفه بأنه "أحد مطوري طائرات الاستطلاع لدى حماس".

وأشار مراسل الإذاعة العبرية للشؤون الفلسطينية إلى ارتباط حادثة اغتيال البطش باغتيال مهندس الطيران تونسي الأصل محمد الزواري، الذي عمل لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تطوير الطائرات المسيرة.

من جهتها، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" على موقعها الإلكتروني أن البطش كان من عناصر حركة حماس، وأنه عمل على تطوير الطائرات المسيرة، وكان متخصصا في الطاقة البديلة.

واستغلت مصادر إسرائيلية رسمية واقعة اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش، وبدأت بتحويل الاغتيال إلى ورقة للمساومة من أجل استعادة جثامين جنود إسرائيليين، كانوا قد قتلوا بواسطة حركة “حماس” إبان العدوان على غزة صيف 2014 “الجرف الصامد”، مقابل السماح بدفن جثمانه داخل القطاع.

حيث كتب وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف، الذي يعد أحد الوزراء الأساسيين الذين يطرحون ملف المفقودين الإسرائيليين عبر حسابه على “تويتر” مساء السبت: “يحظر أن يُسمح بدفن رجل الذراع العسكرية لحماس فادي البطش، والذي قتل في ماليزيا، في قطاع غزة، قبل أن تعيد الحركة جثماني الجنديين الإسرائيليين المعتقلين لدى حماس لكي يدفنا في إسرائيل”.

من هنا لا بد من فتح ملف الاغتيالات الذي يسجل النشاط السري للموساد في الساحة الفلسطينية لمواجهته والتصدي للعملاء الذي يسهلون عليه مهامه القذرة..

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم