أقلام حرة

سينما الأندلس في مدينة الناصرية ابان عصر ما يسمى بالتغيير

عقيل العبودهكذا واجهة سينما الأندلس المعلم والتصميم، تطل بجدرانها التي الم بها الخراب وساومها الحزن والخوف، مثلما ملامح فاتنة تم الاعتداء عليها لتستنجد بالمارة؛ تحكي لهم قصة شجونها ومأساتها، في عصر تغيب بضم التاء، وتشديد الياء بعد فتحها فيه العقول الكبيرة، وتسيد بضم التاء ايضا وتشديد الياء بعد فتحها ايضا العقول الضئيلة.

ذلك اليوم يحصل، سيما ونحن في زمن يتم فيه استبدال الأفلام الجميلة والمعاني الراقية بمفردات افلام وأغان رخيصة. سينما الأندلس التي كنّا نشهد افلامها ابان عصري الستينات والسبعينات، ما زالت واقفة تشكو زمن انحسار التسويق الثقافي وتردي التخطيط العمراني في مدينة من يشغل المحافظة عليها لا يهمه ومن يخصه الامر الا شهوة المال والقصور والعقارات.

الذاكرة هي الاخرى ترتدي أثواب أحزانها، يجتاحها الطوفان والتردي.

السينما المذكورة المقصورات المخصصة للعوائل لم تزل تسكن مشاعري، الأفلام ما زالت أتذكرها، ام الهند، فاتن حمامة اريد حلا، الحرية هذه الكلمة الحلوة، العصفور، الظامئون، على من نطلق الرصاص، ساكو فانزبتي. مشغل السينما، بخلقه وطباعه،

الحاج طالب حمودي صاحب، بناية السينما تلك التي تأسست على طريقة التصاميم العمرانية في لندن عام ١٩٤٧ بحسب المعلومات المتوفرة من المتخصصين في البناء الهندسي والمعماري،

عائدية السينما المذكورة، أبناؤها ما انفكوا بأخلاقهم الرفيعة، مصدق وموفق الذين كانوا تجمعنا معهم صحبة المدرسة.

كوزان والربل ودعاية الأفلام. صالات الحجز الخاصة بالعوائل، ونكهة بطل الفلم الذي دائما تشدنا اليه رغبة التأثر بوسامته وشجاعته.

لقد رحلت الأشياء الجميلة مثلما قطار تسري عرباته في الروح بسرعة مذهلة لعلنا من محطات الغربة نستنشق عبير الذاكرة.

 47 سينما الاندلس

عقيل العبود/ ساندياكو

المعلومات: علي العبود

 

 

في المثقف اليوم