أقلام حرة

براءة الطفولة

حشاني زغيديميز الله الأطفال بعواطف جامحة، لكنها مستقرة متوازنة، فبراءة تظهر المرح والسرور ولا تخفي شيئا من الأحزان والدموع، إن تلك البراءة سرعان ما تولد الابتسامات الصادقة المنطلقة في عالم الحياة في حركة تزعج الكثير، لكنها شريان حياة لتلك الطفولة .

ليتنا نتعلم منهم الصفاء والطهر والحركة، ليتنا نتعلم منهم صدق العواطف، ليتنا نتعلم منهم الانطلاق والحركة في عالم الحياة، فنسرح ونمرح ونغني ونلعب دون قيد، ليتنا نصنع صدقات الطفولة البريئة، علاقات لا تمتزج بالمصالح، ليتنا نتعلم صفاء الروح عند الاختلاف والشجار، فهم سرعان ما تمتد أياديهم للمصافحة لإبرام صلح، فطفولتهم تسامح بسهولة .

كم تكبر الطفولة في نفوس المحرومين من الابتسامة الصادقة، وكم تكبر الطفولة في عيون من حبستهم المادة عن الحركة، إن للطفولة سحر خلاق، فكم يسعدنا لنبصر في عيون الأطفال فنرى السعادة المغمورة بدفء الحياة، يكفي ان تعاملهم بلطف لتنفجر من ينابيعهم أنهار السعادة، وينبوع الحياة، فما أجمل صفاء الطفولة، إنها كصفاء السماء في يوم صحو، ونقاء الماء الذي ينساب بين الجداول .

إن اكبر أخطائنا نحن الكبار حين نتخلى على البراءة والطفولة، فيشغلنا عنها صروف الحياة ومشاغلها، ويشغلنا عنها اللهو في عالم الصراب، نجمع الفناء ونهمل حياة البراءة ، إن السعادة أن نرسم لسمة في الطفولة .

يالها من سعادة حبست عن عالم الكبار، سعادة لا تشترى بالمال، ولكنها سعادة مودعة ولدتها الفطرة التي خلقنا بها، نقول ولسان الحال يقول : ليتنا عدنا لزمن الطفولة الجميل .

 

بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

 

 

في المثقف اليوم