أقلام حرة

يوميات أنتخابية

amira albaldawi21- صوتي ثمين: سألوني هل ستصوتين مرة أخرى ...كم مرة خدعونا بهذه العملية التي تشبه سباق البريد اذ دأب الطامحون الى السلطة التناوب عليها واحدا تلو الآخر في كل الأنتخابات السابقة كدورة حياة فارغة لم تنتج شيء .. قلت لهم نعم سأصوت ..سأذهب للتصويت ولن اعيش حالة اليأس والتخوين وندب الحظ ولن أتخذ الموقف السلبي او المتشكك او العاشق لنظرية المؤامرة وصنع الأحجية لتدمير كل شيء.. نعم سأصوت ولكن صوتي عزيز جدا ..صوتي ثمين ..صوتي غالي، بقدر يقيني بأنه سيصنع تغيير ويحدث أثر .. بحجم التضحيات والآمال والصعوبات والتحديات التي واجهناها افرادا وشعبا وبلدا ..نعم صوتي عزيز لن امنحه لمن كان نائبا لمرات عدة ولم نشهد له سوى التصريحات ..لن امنحه لنائب ضعيف لم اسمع منه رأي او موقف .. لن امنحه لمرشح في قائمة هزيلة تشكلت قبيل الأنتخابات ..لن امنحه لمرشح في قائمة رئيسها يغرد خارج السرب مواقفه غير موزونة وتصريحاته متناقضة وأفعاله جلبت الويل والثبور على بلد النفط والمياه ..لن اسمح بتضييع صوتي وهدره او تحويله لمرشحين آخرين في القائمة ولن امنحه للقائمة لأن القوائم الأنتخابية بأجمعها لم تنجو من جمع الغث والسمين والجيد والهزيل والأخضر واليابس ..أعلم ان المهمة صعبة بالبحث والتمحيص ولكن المسؤولية اصعب ..فمن السهل ان اقف مكتوف اليدين مرددا (الجميع فاسدون) ..من السهل ان اساير الآخرين في رؤيتهم المتشائمة والسوداوية او برؤيتهم المتشككة بأن كل الأنتخابات تمثيلية يتم اخراجها في دوائر الدول الأخرى ..لكن هل من السهل على اي منا ان يعترف بأنه صفر على الشمال لاقيمة له ولاوزن وانه سواء صوت ام لم يصوت فالنتيجة واحدة ..ماذا لوقررنا ان يكون التغيير بأيدينا وان يكون وزن قرارنا هو الأثقل والأكثر اعتبارا !!! هل سيمنعنا احد ؟ اذن لنستعد لذلك لم يبق من الوقت الا أثنا عشر يوما لنعمل جاهدين على اختيار صحيح مدروس وبقدر خشيتنا من تجارب الماضي الفاشلة علينا النظر الى الأمام بأمل بالمستقبل

2- عمود الكهرباء

تعودت ان افتح باب المطبخ المطلة على الشارع كل صباح وأشرب قدحا من الحليب وانا اتفرج على الشارع الذي يتوسطه عمود كهرباء شاخص امامي لم اكن اعيره انتباها، عندما بدأت الحملة الأنتخابية لم تسلم أعمدة الكهرباء من صور المرشحين التي كنت اتصفحها في ذهابي وايابي وهي بلا شك وسيلة ضرورية لاغنى عنها للتعريف بهم، لقد صادف ان تكون الحملة في شهر نيسان الذي تكثر فيه الزوابع الرعدية والرياح والعواصف والأمطار، وقد تناوبت صور المرشحين على عمود الكهرباء القابع امامي بوتيرة سريعة وغير متوقعة في ايام سقوط الأمطار و(الحالوب) وشدة الرياح وصوت الرعد، فما ان تمزق الرياح صورة وتسقط لمرشح القائمة (أ) ترتفع صورة لمرشح آخر من القائمة (ب) وكأنه كان واقفا ينتظر دوره، حتى توالت في اليوم الواحد اربع صور لمرشحين من قوائم مختلفة وكنت اراقب وأضحك في سري واقول من منهم ستصمد صورته لمدة اطول؟ لقد منحني عمود الكهرباء ومنحتني السماء بأمطارها ورعودها فرصة للتوعية والتعريف ببعض المرشحين المتعاقبين على عمود بيتنا ..لم اعد انتظر شرب قدح الحليب صباحا بل صار يشغلني هذا العمود ويحيرني فريق الحملات الأنتخابية كم هم ناشطون!! وجاهزون بأدواتهم ومستلزماتهم !! وكم اعجبني انهم يتوقعون (بالتأكيد) تمزق الصور وسقوطها بسبب سرعة الريح ولم يبادروا لتمزيقها بأنفسهم؟ ومن كان سيحاسبهم لو فعلوا ذلك؟ عجبت ان الجو كان منزعجا يطلق اصواتا كصهيل الخيل وصوت الرعد يصك الأسماع وومضة البرق مع عصف الريح جعلت الناس في هلع شديد ومنهم من وقف ليؤدي صلاة الآيات ومنهم من أمسك بمسبحته ليسبح قدرة الله تعالى على قلب الأمور بلحظة واحدة .. كل تلك اللحظات لم تمنع فرق الحملات الأنتخابية من اقتناص فرصة ان يكون عمود بيتنا فارغا دون ان تزينه صور المرشحين ..عسى ان يتذكروا كم كان هذا العمود لطيفا ومتعاونا وينعمون علينا بأداء حسن اذا وفقهم الله ليحتلوا مقعدا برلمانيا

 

د.عامرة البلداوي

 

 

في المثقف اليوم