أقلام حرة

الأمة حية ولودة!!

صادق السامرائيأمة العرب من الأمم الحية الكنّازة للولادات والإبداعات الأصيلة، ولن تغيب أنوارها عن آفاق الوجود الأرضي مهما توهم الخائبون الخائرون التابعون القابعون في ظلمات الحفر.

والتأريخ يحدثنا عن قدراتها وكيفيات إنبثاقها من رماد الدمار والخراب والوجيع الكبير.

فالأمة قد تعرضت لأفدح الهجمات التدميرية وفي مقدمتها هجمات المغول التي كانت تهدف لإلغاء وجودها ومحق هويتها، لكنها وبعد عقود تعافت منها ونهضت بعنفوان الإرادة الحضارية المبصرة، فتحول أعداؤها الذين دمروها إلى طاقات تعبر عن رسالتها وتحمل راياتها.

كما أنها في تلك اللحظة أوجد قائدا يذود عن جوهرها فهزمت المغول في معركة عين جالوت.

والهجمة الأشرس الأخرى هي التي جاء بها الصليبيون والذين أبادوا مئات الآلاف من أبناء فلسطين الأبرياء، وفعلوا ما فعلوه لأكثر من قرنين، حتى أنجبت الأمة قائدا تمكن من تحشيد طاقاتها وتوظيفها والتعبير عن إرادتها فحقق نصر الأمة على أعدائها.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى والأمة في محنة التمزق والتشرذم والإضعاف، وفد مضت على سكة قرن من النزيف الدفاق والإستحواذ الفتاك، وتتنامى عليها الهجمات ويتكاتف ضدها الطامعون بها، لكنها تبقى حية تجابه التحديات، وتنتظر ولادة قائد يؤهلها لإتخاذ دور المبادرة والإقدام وتحقيق المرام.

ولابد للأمة أن تلد القائد المتفق مع مافيها من الطاقات والإمكانات الحضارية، فهي الأمة التي أنجبت محمدا بن عبدالله وخيرة القادة والمفكرين والعلماء والأتقياء، وإنها على موعد مع قائد خلاق أمين على مصالحها ومؤكدٍ لأهدافها السمحاء.

وهذا يعني أن الأمة عليها أن تتسلح بالعزيمة والإصرار والتفاؤل وقوة الأمل والإنتصار على يأسها وقنوطها، وأن تشمر عن سواعدها وتُعمل عقولها لكي تستنهض جوهرها النوراني وتبث أريج فكرها الإنساني، وتحمل رايات الإنتساب إلى عبق السماء وعطر العلاء.

وإنها أمة حية وستكون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم