أقلام حرة

"حرية السوق".. محاورة بمناسبة يوم العمال

صائب خليل- ماذا لو اصدرنا على كل صاحب معمل يغلق معمله لمدة شهر بخسارة كل امواله ليعاني من الجوع هو وأولاده؟

- غريب وغير معقول اليس كذلك؟

- لكنه بالضبط ما يجب ان يحدث لتحقيق "حرية السوق"! فالتفاوض "الحر" يجب ان يتم تحت ضغوط متساوية على جانبي التفاوض، وإلا لم يكن "حرا". والتفاوض بين العامل وصاحب رأس المال على اجور وظروف العمل، يجري تحت تهديد الجوع والضياع خلال أسابيع إن لم يوافق العامل على ما يعرضه عليه صاحب رأس المال من أجر.

- لكن العامل يستطيع ان يذهب الى معمل آخر ثم إلى آخر ان لم يتفق مع صاحب رأس المال اليس كذلك؟ وفقط إن لم يوافق على عرض أي منهم في بحثه لمدة شهر- وهذا يعني انه يطلب أكثر من قيمة عمله - يمكن ان يعاني من الجوع!

- وصاحب رأس المال يمكنه أيضا ان يبحث عن عمال آخرين إن لم يرقه الأجر الذي يطلبه الأولون اليس كذلك؟ وفقط إن لم يجد لمدة شهر، أي عمال يقبلون بأجوره - وهذا يعني أنه يرفض أن يعطي اجوراً تعادل عملهم - فعندها يتعرض لعقوبة قانون حرية السوق ويجوع مثل العمال! اليس هذا هو العدل؟ اوليس هذا ما تتطلبه "حرية السوق"؟

- .....

- "حرية سوقكم" هي حرية الرأسمالي في استنزاف العامل، وليست حرية سوق، فليس فيها في النهاية أية حرية، حينما يمتلك أحد الطرفين دون الآخر السلاح: مسدس الجوع الذي يوجهه الرأسمالي في كل مفاوضات عمل إلى رؤوس العمال.. و..

"هاذي غناية ليــهم"

https://www.youtube.com/watch?v=Y1bx2yrnrF8

 

صائب خليل

 

 

في المثقف اليوم