أقلام حرة

ماذا ننتظر من الحسم الانتخابي: الدخان ألابيض أم الاسود؟

جمعة عبد اللهأيام قليلة تفصلنا عن ساعة الحسم الانتخابي . وماذا سيقرر الناخب العراقي . هل ننتظر مفاجأة مفرحة أم محزنة؟، كسابقاتها في الدورات الانتخابية للبرلمان العراقي؟ هل تكون العملية الانتخابية، عبارة عن تدوير نفايات القمامة القديمة، الوجوه القديمة، التي اعتلت صهوة المسرح السياسي العراقي، ولم تتغير، في كل دورة انتخابية، تعود على جناحي النصر، في اكتساح المقاعد البرلمانية . هل هذه المرة ينتخب الناخب بارادته الحرة وضميره الحي؟، ان يقلب الطاولة على رؤوس الوجوه القديمة، التي اصبحت رموز وفرسان الفساد والفاسدين . ان يسقط الاحزاب الطائفية وحكم المحاصصة الفرهودية، باحزابها ورموزها الفاسدة، التي اثبتت فشلها وعجزها، ولم تجلب للعراق، سوى الخراب والدمار على مدى 15 عاماً، من وجودها في حكم المحاصصة الطائفية . ونهبت البلاد والعباد، وحرمت المواطن من خيرات وثروات العراق الغنية والوفيرة . حرمت المواطنين من تقديم الخدمات، حرمت المواطنين من الحياة الكريمة . والدليل حالة البؤس في للمستشفيات التي تراجعت الى الوراء عهود طويلة، حالة الخدمات العامة والبلدية المخجلة وتلال القمامة في كل مكان. وهي صمة عار لمسؤولي الدولة . لم نشهد من الطبقة السياسية الحاكمة، سوى الفساد ونهب الاموال، ولم تكن حرة كريمة، وانما هي بيادق الشطرنج بيد اعداء العراق الطامعين به بعدوانية جشعة، في اخضاعه كتابع ذليل ومهان لهم، لم تجلب الاحزاب الطائفية الحاكمة، سوى سموم الطائفية التي حطمت العراق بالتمزق . هل تتغير صورة نتائج الانتخابات، بان لا تكون الانتخابات صورية في مهازلها الكارثية مثل الدورات الثلاث السابقة؟، بان يسقط فيها، كل الفاسد والمجرم والفاشل، وليس ان تكون عن عبارة تسمين الثيران الطائفية في الاسطبل الطائفي، كما هو واقع الحال على مدى 15 عاماً من الاخفاقات والنكبات والاهوال التي اصابت العراق، ولم نجد منهم سوى معاول الهدم والخراب . لم نجد منهم سوى تفقيس بيوض الفساد حتى اصبحت افاعي ضارية وكاسرة، بدون ذمة وضمير، لم يشغل عقلها، سوى النهب والمال الحرام . وتبقى قشة الامل تراود كل شريف ومخلص للعراق، ان يتحكم المواطن بعقلة وبصيرته وضميره الحي حين يضع البطاقة الانتخابية، ان يرفض غول البشاعة والدمار . من الاحزاب الطائفية، ومن ايتام البعث العفلقي . وان لا تعبث بعقله وينخدع بالوعود المزيفة . ان يتذكر اين الوعود العسلية السابقة، التي يروج لها مع كل حملة انتخابية للبرلمان، اين وعود التوظيف وايجاد فرص العمل؟ اين وعود تحسين الخدمات ورفع القدرة الشرائية للمواطن؟ اين وعود محاربة الفساد والفاسدين؟ اين وعود ضمان الرعاية الصحية والاجتماعية؟ اين اصبحت سندات التملك التي وزعت على الملاء، هل ظل مواطن عاقل يؤمن بالوعود المزيفة الآن، وينجرف اليها؟ انها ضرب من الاوهام السخيفة، في خداع الناخب . ان هذه الانتخابات ينبغي ان تكون فرصة للناخب، ان يعاقب الوجوه القديمة، في اسقاطها في الانتخابات، حتى يساهم في انقاذ العراق، يكفي تكرار الوجوه القديمة، وجوه الشؤوم والخراب، ليس هي قدر العراق، ان تفوز في كل دورة انتخابية على مدى 15 عاماً، على الناخب العراقي الشهم، ان يسقط هذه نفايات القمامة، لانهم عصابات لصوص ونهب، طلاب مناصب حتى لو كانت على جماجم ابناء طائفتها، على الناخب العراقي ان يتذكر ساعة الحسم، دماء الشهداء الابرار، ان يتذكر شهداء المجازر الدموية، مثل مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700 شهيداً، ان يعاقب من ساهم ومتورط ومسبب ومسؤول عنها، ان يعاقب كل مسؤول خان الواجب والمسؤولية والامانة . ان ينتخب تكريماً لروح الشهداء الابرار، بأسقاط الاحزاب الطائفية، التي جلبت الدمار والخراب، ان تكون ساعة الحسم، انتصار للعراق والوطنية، وليس للطائفة ورموز الفساد . ان يكون يوماً حزيناً ومشؤوماً للفساد والفاسدين، ان يخرج من ساعة الحسم الانتخابي، الدخان الابيض، والويل كل الويل للعراق، اذا خرج الدخان الاسود، يعني نهاية العراق وتحطيمه بأرادة الناخب العراقي .......   والله يستر العراق من الجايات !!

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم