أقلام حرة

يوميات انتخابية (4): كلمة أخيرة للشباب

عامرة البلداويرفعت اغلب القوائم الأنتخابية شعار دعم الشباب في برامجها وحملاتها الأنتخابية ، ومع ذلك فأن هناك عزوف واضح للشباب عن المشاركة في الأنتخابات .. لقد شاهدت امس شبابا من الديوانية يقودون حملة لمقاطعة الأنتخابات، ولكن في ذات الوقت لايمكن تعميم هذا المشهد ..وأجدني ونحن لايفصلنا عن حدث الأنتخابات الا يوم واحد ان ابين ان هذه الأنتخابات سيشترك فيها 3 مواليد جديدة لم يسبق لهم ان انتخبوا كما سيشارك 3 مواليد اخرى شاركوا مرة واحدة فقط بمعنى ان المصوتين من الشباب هم الأكثر عددا، فهل يمكن ان اطرح عليكم ايها الشباب سؤالا: لماذا تنشطون في المظاهرات اليس لرفع مطالبكم واهمها المطالبة بحقوقكم كمواطنين؟ فلماذا تفرطون بحقكم؟ في بلدان اخرى مارست آليات الديمقراطية لسنوات عديدة وترسخت لديها تلك التجربة، في تلك البلدان يتم معاقبة المواطن بمنعه من التصويت اذا لم يدفع الضرائب، دافعوا الضرائب هم وحدهم من يحق لهم التصويت هؤلاء هم المواطنون الحقيقيون الذين يدعمون بلدهم ويعبرون به الى بر الامان .. عزيزي الشاب الحقوق لاتتجزأ ..من حقك الحصول على خدمات ومن حقك العيش الكريم ومن حقك التعليم المجاني ومن حقك كفالة الدولة وحمايتها من حقك التعبير عن رأيك من حقك السفر ..من حقك ..من حقك ...... الى ان ينقطع النفس هذه الحقوق تمنح لك في الدستور والقانون من اجل ان تحصل عليها وتمارسها وتعيشها وليس من اجل ان تمتنع عن ممارستها وتعطلها ..فأذا تعطل حق عليك ان تجيب لماذا لايتعطل حق آخر .. ان الحقوق الأخرى كلها ولدت معك تتمتع بها منذ ان كنت رضيعا،ماعدا حق الأنتخاب وبعض الحقوق الأخرى التي تم تأجيلها حتى تبلغ سن الرشد (ثمانية عشر عاما)، اذن هذا الحق هو شهادة من الدولة والمجتمع انك اصبحت مسؤولا، كيف تفرط بأغلى الحقوق وأعزها واكثرها شرفا ورفعة ..ان تكون مسؤولا عن خيارك ورأيك لايفرضه عليك أحد ولاتجبر عليه ..كم من الرجال والنساء فقدوا حياتهم من اجل الحصول على هذا الحق ..فهل حقا تعرف قيمته؟ كلمتي الأخيرة هي طلب مني ان لاتعيدوا اخطاءنا !! نحن في شبابنا انسحبنا من الواجهة مكرهين أو خائفين !! خشينا ان نفقد حياتنا ففقدنا ماهو أغلى حريتنا وكرامتنا ! انتم الآن في بحبوحة من حرية التعبير بآرائكم ومنح أصواتكم لمن ترغبون وان تفاجأوا العالم بأنكم احدثتم تغييرا ماكان ليحدث الا بمشاركتكم

 

د.عامرة البلداوي

 

في المثقف اليوم