أقلام حرة

الماركسية المادية العراقية في أحضان المثالية الدينية

علي المرهجقيل عن الماركسية أنها فلسفة تنبعث من الأرض، من الإنسان وعوالمه ومعامله، من "ياقات زرقاء" لا من "ياقات بيضاء" في "لاندكروزات" بدفع رباعي أشد بياضاً، ولكن مع ماركسيتنا العراقية، صار الهم فيها الوصول للبرلمان، والاعتراف برؤية تُغيب الإنسان لصالح نزوعها اللاهوتي والغيبي، فغابت الاشتراكية ليحل رأس مال التجارة والاستثمار بديلاً ناجعاً لحل مشكلات الطبقات الفقيرة!!. فغاب التفسير المادي للتاريخ، وأستبدله قادة الماركسية العراقية برمي أنفسهم بتحالف كل مُتبنياته مبنية على الترويج للنزعة المثالية والإرتماء في أحضان الميتافيزيقا والنظر للفلسفة المثالية بطابعها الجواني والوجداني على أنه الحل الأمثل لمشكل العلاقة بين الطبيعة والمجتمع. وأنا لست ماركسياً، ولكني ضد كل فكر يُناقض تاريخه وجغرافية تكوينه، فمعروف صراع الماركسية مع الفكر الديني ورجالاته، فهل هو هذا حال السياسة والبحث عن المناصب. أما كان الأجدر بشيوعيي ومدنيي هذا الزمان من اليسار في عراقنا الآن أن يتريثوا ولو قليلاً، فالشارع بدأ يعي مقدار أمانتهم وتضحياتهم مقابل ما فعله رجال السياسة والحُكم من الذين دعمتهم المؤسسة الدينية، أو إدعوا هذا، ولكن الصبر أوتي لأيوب، ويا ليتهم صبروا ولو قليلاً، لكسبوا الدنيا وما عليها، ألا وهو رضا الجماهير الذين كانوا هدفهم ومُبتغاهم الأكبر تحقيق بعض من مطالبهم في تجاوز الفساد الذي كان لكثير ممن إدعوا تديناً مُشاركة فاعلة فيه، وطوبا لكل ذوي النزعات المثالية الدينية لكفائتهم في التخطيط والتصميم، فكانوا الأحق بالفوز، لأنهم اتقنوا الحساب والعد في صناديق الانتخاب، فحصدوا نتائج الفرز، فصاروا في المقدمة، وكل قادة اليسار هم تابعون، او هم ممثلون ثانويون في مسرحية العد وحساب الأصوات، بل وحتى في تصدر التصريح للإعلام!!، وسيعل الجمع ممن ضمهم مجلسنا في عالم "الفيس بوك" بأن اليساريين سيكونون صفراً على الشمال في عوالم الحساب البرلماني، فلن تجد أثر لهم سوى رجع صوت الصدى

في المثقف اليوم