أقلام حرة

يوميات طفل عراقي.. مع سبق الاصرار

تحت موس السفّاح..طفولة تنزف

تعدد الارهاب والموت واحد..

انعدام الامان جريمة يدفع ثمنها الكبار والصغار على حد سواء..

في السادسه والنصف مساءا وقبل ان يضرب مدفع الافطار، ضُرِبَ عنق الطفل الذي كان قد استأذن والده لياخذ احدى العربات التي كان الوالد يستأجرها ليعمل عليها مقابل ان يحصل على مبلغ عشرة الالاف دينار ليشتري بها ملابسا للعيد، هل الطفل مسؤول عن شراء ملابس العيد!!هل هو المسؤول عن اسعاد نفسه!! واسعاد غيره!!

استدرجه المجرم الذي كان يبيع الثلج في نفس السوق مقابل ان يعطيه ملابس رياضيه وكرة قدم ومبلغ ثلاثة الاف دينار.. مشى معه مسافة حوالي خمسمائة متر واقتاده الى خرابة مهجورة ليجد الطفل نفسه بيد مجرم يتلذذ بقتل الاطفال دون ان يرمش له جفن!!

وضع يده الاثمة على فم وانف الطفل وخنقه وما ان تهاوى الطفل على الارض اخرج من جيبه آله حاده (كتر) ونحره من رقبته ثم تركه سابحا بدمه وانصرف ..

تظاهر الطفل الغريق بدمه بالموت وما ان تاكد المجرم ان الطفل جثة هامده بلاحراك انطلق الى ضالته ..

لم يمت الطفل مسك جرحه ومشى المسافه نفسها حتى وصل الى صاحب محل سوبرماركت وما ان رآه الاخير حتى اعطاه قطعة قماش يلف بها جرحه بانتظار سيارة الاسعاف التي وصلت على اقل من مهلها!!

وفي ذلك الوقت الطفل مرميا على الارض يتلفظ انفاسه الاخيره وقد بدأ المارة باستجوابه، وكأنه هو المسؤول عن ذلك..كيف جرحت!! من جرحك!! من اي عشيرة انت!!

والطفل يجيب وينزف حتى وصلت سيارة الاسعاف ونقلته الى المستشفى وا’دخل صالة العمليات الكبرى ولا احد يعرف ان كان سينجو ام لا..

وبعد يومين استدرج المجرم ضحيته الثانيه طفل في التاسعة من عمره لكنه هذه المره اختاره اختيارا فهو شقيق صديقه صاحب محل الحلويات الذي طالما اكل من محله بقلاوة (بلاش)..

كان الطفل الاخر قد ذهب من بيته الى محل اخيه ليحضر صواني البقلاوه قبل الفطور بقليل، ثم اختفى !!

بحث الاهل عنه في كل مكان في مراكز الشرطه وفي المستشفيات لااثر له وكأن الارض انشقت وبلعته..كان الاهل ينتظرون مكالمة ظنا منهم ان الطفل قد خُطف وسيساوم عليه الخاطفون، لكن دون جدوى..

قام المجرم باستدراج الضحيه الثانيه من اجل مساعدته لنقل اغراض له مقابل اعطاءه ملابس وكرة ومبلغ ثلاثة الاف كما فعل مع الضحية الاولى..اقتاده الى نفس المكان وكانت اثار الدماء لازالت على كارتونه ملقاة على الارض، وبنفس الطريقه، لكنه هذه المره اخرج حبلا وخنقه كان قد ترجاه ان يتركه لكن دون جدوى، انهار الطفل ارضا ثم مالبث ان اخرج سكينا صغيرا من جيبه وحز رقبته ثم انهال عليه بالطعنات..

وما ان تاكد ان الضحية قد فارق الحياة حتى تركه واختفى عن الانظار ربما ليلحق الفطور!!

لم يترك الاهل طريقا لم يبحثوا فيه مراكز الشرطه المستشفيات، دائرة الطب العدلي وحتى في حاويات القمامه!!

كان اخر شئ وصله الاب هي هذه الخرابة وياله من منظر مؤلم وجد الطفل نائما على وجهه مخنوقا ومذبوحا والطعنات في كل مكان من جسده الغض وقد تحللت جثته..

لكن عدالة السماء لها شأنٌ آخر فقد بدأالطفل الاول يتعافى وقد أعطى اوصاف المجرم الذي تم القاء القبض عليه والذي لم يكن لديه اية نوايا للابتزاز غير التلذذ بقتل البراءه وازهاقها..حسبنا الله ونعم الوكيل

هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع التي باتت تهدد المجتمع العراقي وتهز مضجعه، جرائم مع سبق الاصرار والترصد، انحدار اخلاقي لشريحة اختارت طريق الضلاله .. والاكثر تضررا من هذا الموضوع هو الطفل العراقي الذي يتفنن الارهاب بازهاق طفولته..خطف، قتل، تفجير، والسلسله طويله..

ان الطفل العراقي يدفع اثمانا واثمانا لمجرد وجوده في هذه الحياة، اقولها

اطفالنا اكبادنا تمشي على الارض..ولكن انّا لله وانّا اليه راجعون

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم