أقلام حرة

هل نحن مسلمون؟

علجية عيشالخبر الذي طالعتنا به الصحف الوطنية اليوم حول مقتل شخصين داخل مسجد ببلدية وادي السبع جنوب ولاية سيدي بلعباس (الجزائر) وفي شهر رمضان، على أيدي مجموعة إرهابية، حرك مشاعر الجزائريين، لما وصل إليه الوضع في الجزائر، وتوسع بؤرة الإرهاب حتى وصلت إلى بيوت الله التي يرفع فيها الآذان ويتلى فيها القرآن، فهل تحولت بيوت الله إلى مذابح؟

لا أحد طبعا يعرف اسباب الجريمة ودوافعها، هل هي تصفية حسابات، أم أن الأمر متعلق بالمال؟، ولماذا ارتكبت هذه الجريمة داخل المسجد بالذات؟ وأين كانت لجنة المسجد؟، وهل كان المسجد فارغا أي لا يوجد فيه مصلون؟ أسئلة كثيرة تطرح، ولا شك أن التحقيق الأمني سوف يكشف دوافع هذه الجريمة النكراء، ما حدث يؤكد على أن الإرهاب الذي ما زال يهدد أمن واستقرار البلاد من الداخل، ليس دعاية كاذبة أو تَقَوُّلاً باطلا، خاصة وأن الأمر متعلق بوجود إرهاب بين المسلمين أنفسهم، وداخل دولة، وهذا يؤكد أن الجزائر مهددة من الداخل أيضا، فلا غرابة أن نجد قوما يدينون بالإسلام استحلوا دماء إخوانهم المسلمين وأعراضهم وأموالهم، هذا ناموس البشر الذي يعيد صفحة التاريخ الإسلامي من جديد، لقد عاشت الجزائر مآسي دموية طيلة عشر سنوات، وكنا نسمع عن عمليات ذبح وقتل بالرصاص وجرائم شنيعة، لكن أن تطال يد الإرهاب إلى داخل بيوت الله، وتسفك فيها دماءٌ، فهذا لا يدخل الاطمئنان إلى القلوب، لأن مرتكبي الجريمة أراودوا أن يزرعوا الرعب بين المصلين، لغاية في نفس يعقوب، وقد يشكك البعض في إسلام هذه الجماعة الإرهابية.

لقد اعتنى المسلمون ببناء المساجد والتفنن في عمارتها، حيث نجد مساجد تشمخ بقبابها ومآذنها، وتفوق بيوت الناس جمالا لا لشيئ إلا لأنها بيوت الله، لكن شهدت في السنوات الأخيرة مظاهر شنيعة بدأت بسرقة المصاحف، وأحذية المصلين، ثم نسمع عن سرقة صندوق الزكاة، وتفاقمت الجرائم داخل بيوت الله وفي بلاد المسلمين، ففقدت سكينتها وهيبتها وجلالها ووقارها، بعدما طغت عليها المشاجرات والخصومات والمهاترات بين القائمين على المسجد، في ظل تنامي الطائفية والفكر المتطرف في الجزائر، التي عاشت مؤخرا أجواء تنبئ بالخطر، إثر ظهور مذاهب عديدة على غرار الأحمدية والمدخلية، وارتفاع أصوات تتغذى على الفكر الوهابي المتطرف، وقد أعطت الداخل انطباعا سيئا عن الإسلام والمسلمين، هي الحرب طبعا على الإسلام وتشويهه، والسؤال يتجدد: هل الأزمة هي أزمة خطاب ديني؟ أم هي أزمة إيمان؟، أم أن المشروع الإصلاحي الديني أعلن فشله، بعدما غرقت الأمة الإسلامية في بحر المفاهيم والمصطلحات، فلم يفرقوا بين الصحوة والعودة إلى الله وبين الأصولية فاختلط عليهم الحابل بالنابل.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم