أقلام حرة

الخبرة والمتخصص

عقيل العبودصاحب التجربة السبعينية نقل لي ان محاضرة في علم البناء الهندسي والتخطيط العمراني كلفت الطلبة الذين مَعَه دفع أربعمئة دولار عن ساعة واحدة لإستاذ متخصص من جامعة لندن آنذاك.

توقفت قليلا متسائلا، وكيف حصلت القناعة لجمع هذا المبلغ، ولماذا ان الاستاذ المتخصص يطلب هذا المبلغ؟! قال لي صاحبي اننا بعد ان استمعنا الى المحاضرة المذكورة، تعلمنا أشياء قيمتها تكاد ان تكون اكبر بكثير من المبلغ المذكور، فقد شرح لنا الرجل ألغازا لا تعد ولا تحصى في تجاوز عقبات البناء والتخطيط الهندسي، وراح اكثر الطلبة يبحث عن طريقة ما للتخطيط تنفيذا لما ما جاء به الخبير المتخصص في حينها.

وهذا ما دفعني لأن آتمنى ان تكون في هذا الزمان وبالمقابل خبرة لبناء وإنشاء مشروع للكهرباء يوفر للناس حقهم الطبيعي في "حياة كهربائية" آمنة مستقرة، سيما ونحن في عصر، التطور التكنولوجي يستفزنا، يصعقنا بطريقة تحثنا لأن نغور في اسرار الفضاء أسوة بمجتمعات وامم سبقت حضارتنا فيه حضاراتهم، المعنى اننا اصحاب خبرة في كافة العُلوم، بما فيها خبرة الصناعة، والتصنيع والطاقة.

والخبرة معناها التجربة المتراكمة والمتكاملة، مثلها مثل هذا الذي جلس قبال فنان مشهور ذات يوم وطلب منه ان يرسمه، فما كان من الفنان آنذاك الا ان يرسمه بطريقة سريعة ومتقنة، ولما سأل الرجل عن ثمن اللوحة، كانت الكلفة باهظة ضمن حسابات الرجل الذي استغرب من الثمن المطلوب عن رسم صورته.

لم يكن المبلغ قياسا الى الزمن معقولا بحسبه، ولما اعترض على ثمن الأجرة التي لم تستغرق الا وقتا قليلا، اجابه الفنان ان المبلغ المطلوب عن رسم صورته، لا يمكن ان يقاس بزمن اللحظة الحاضرة التي تم رسم الصورة فيها، انما يجب ان يتم قياسه بزمن الخبرة التي تم جمعها طوال سنين مضت.

ورباط الكلام اننا اصحاب خبرة في كل المجالات الخاصة بالبناء والإعمار والكهرباء والتخطيط.

عقيل العبود

والسؤال الا يوجد بين جميع ما يسمى بالسياسيين ومنهم "التكنوقراطيين" كما يطبل له الاعلام، الا يوجد بين هؤلاء منذ عصر سقوط بغداد وحتى الان من له الخبرة في الكهرباء؟!

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم