أقلام حرة

تفشي ظاهرة الزنا وتعاطي المخدرات، هذا ناهيك عن انحدار الوعي الاخلاقي والثقافي الذي تبثه معظم شاشات التلفاز العراقية والتي تشرف عليها كتل وأحزاب ديدنها فرض نفوذها الإعلامي بطريقة يتم بها احتواء الانسان وتجريده من هويته الانسانية والثقافية بغية تحييده وتحديد مستواه الفكري والاطاحة بكينونته، ما يشير الى ان هنالك مخططا واسعا يراد منه استنزاف الوعي الثقافي وإسقاط القيم الأخلاقية.

هو مخطط يراد به تسطيح الوعي الجماهيري واضعاف رابطة شعور انتماء الانسان لإنسانيته خوفا من التظاهر والتمرد، وذلك هدف الماسونية الرامي للسيطرة على ثقافات الشعوب وجعلها مطية يسهل التحكم بها.

لقد تم اشغال الوعي الجماهيري بمفردات تحتاج الى بحث في جذورها وأصولها السياسية والاقتصادية، ومن جرائها تم ترويج ثقافة ما نحن عليه الان. هو عصر يفرض إخطبوطه كل يوم بطريقة ماكرة.

لذلك تشعر وللاسف ان العراق الذي بطاقاته الفكرية وإمكانياته الهائلة يجتاح ثقافات العالم؛ العقل العراقي اليوم يتم إجباره على التراجع من خلال تجنيد شبكات فضائية مدفوعة الثمن، وتوجيه الذائقة الثقافية للإنسان بطرق فاسدة ورخيصة تحت عنوان الترفيه، هي 'خارطة الطريق الجديدة، التي أفرزتها مصالح السياسات التي فرضت احكام طوقها مُذ ما تم تسميته عصر الديمقراطية الجديد.

والحل المتيسر هو تأسيس نخبة واعية تأخذ على عاتقها فرض برنامجها الاخلاقي والمعرفي وبأداء يمكن من خلاله خلق وعي رصين يحافظ على الأجيال الجديدة من الانحدار.

عقيل العبود/ ساندياكو