أقلام حرة

نعم للتكنولوجيا والعلم وثقافة التصنيع

عقيل العبودفي السبعينات، كنّا نتشدق بمفردات ومصطلحات جامدة تتلى علينا كالميتافيزيقية والعلمانية، والمادية الديالكتية، والتاريخية، والمثالية، وغيرها؛ كلمات نجمعها ونحفظ بعضها لكي نتداولها في المقاهي والشوارع العامة لكي يقال عنا مثقفين، واليوم صرنا نتشدق بتيارات الكتل والأحزاب والتجمعات التي فرضتها لعبة السياسات الماكرة والتي ديدنها أشغالنا بهذا النوع من البهرجة الفارغة، وتعطيل حركة التقدم العلمي والتكنولوجي.

وطبعا طوال هذه الفترة اصبح واضحا لدينا ان ما وقعنا به كان قد أنتج عقولا تابعة معطلة، عقولا غير قابلة للإنتاج الصّناعي، والتطور التكنولوجي والحضاري، عقولا بعيدة عن عجلة التقدم التي وصل اليها ويتنعم بِهَا الغرب حاليا.

نعم السياسة ومصطلحاتها وألاعيبها أفرزت وضعا متخلفا في باب الصحة، والتربية والعلوم، والتكنولوجيا، والتخطيط، والاقتصاد.

حيث دون ان نشعر، راح البعض منا يتبجح بهذا التيار وتلك الكتلة، وذاك الاسم اوذاك، والنتيجة هي الخراب في كل المجالات الاجتماعي حيث التفكك الاسري، والثقافي حيث ضياع معظم المؤسسات الإعلامية وبرامج البث في تفاهات العروض الرخيصة المتسيبة، وتدهور المؤسسات التعليمية، والصحية.

العراق اليوم يحتاج الى كوادر علمية متخصصة تبني الانسان والإدارة والدستور والدولة من جديد، فبدلا من قائد السياسة الذي يحكمنا نحتاج الى خبير في نظام البنوك، وخبير في نظام الصحة وخبير في نظام الأمن والتخطيط. نحن بحاجة الى خبراء بناء، لسنا بحاجة الى متحدثي سياسة، بحاجة الى ان نتحرر من تبعيات اكاذيب هذا الاخطبوط الذي يدب الان في وطن تئن جميع مؤسساته.

نعم اقولها، كلا للأحزاب والكتل، وكلا للكلام الفارغ المنمق، نحن بحاجة الى تكنوقراط عملي، بحاجة الى تمزيق لافتات، الكتل والأحزاب، نحتاج الى التحرر من وطأة الانتماءات السياسية والطائفية، نحتاج الى الانتماء الى دائرة العلم التكنولوجي العملي والصناعي.

 

عقيل العبود  

 

 

في المثقف اليوم