أقلام حرة

الانتخابات العراقية بين فقدان الحكومة وحكومة الفقدان

عقيل العبودبدلا من مناقشة حالات الفقر، والبطالة، وانعدام فرص التعيين، وسوء الخدمات الخاصة بالطاقة، والتعليم، والصحة ومرافق الحياة الاخرى، كتلوث البيئة.

بدلا من مناقشة عجز الحكومة عن تحقيق فرص الحياة الكريمة وموضوع التخطيط والكهرباء، الفضاء تراه ساخنا ومشحونا بمناقشة تزوير الانتخابات، والاجراءات، والصلاحيات، وموضوع المفوضية. والوقت يمضي كعادته، مثلما مضى مع انتخابات أعوام مضت، دون جدوى.

والواقع انه هو هكذا ديدن السياسة المتقاطعة بجميع مكوناتها الأفقية، والعمودية المحسوبة بأسماء هذه الجهة، اوتلك.

جدل عقيم وفارغ، دولة قائمة على موضوع، اسمه استلام السلطة، وحكم هذا الشعب، الذي ما زال يئن من الفقر، وانعدام ابسط وسائل الراحة، حيث خلل التوازن الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي بكل مفرداته.

ومع هذا، الإعلام بكتله وأحزابه يخصص جزءا كبيرا من ميزانية الدولة لمناقشة موضوع الانتخابات وتزويرها، والكتل الفائزة، والتوافقات، حيث الحرص على تغطية امور الحكم، والحكومة جاريا على حساب جدول الاعمال ومنهج التخطيط، حيث التغاضي عن قضية ماذا حققت هذه الحكومة طوال تلك الحقبة من الزمان.

والمثير للجدل ان المسؤولين تراهم ما زالوا يحرصون على اختيار الكلمات المنمقة والخطابات الطويلة والرنانة بوقاحة، وبطريقة تنم عن فقدان الحس الإنساني والوجداني.

لقد اصبح واضحا للناس ان البحث عن السلطة، والحكومة كان قد اثبت استهانته بحقوق ومطالب الجماهير، بعد ان أتخم المنتفعين من أموال وصناديق المالية العامة للدولة، ليقف اليوم هذا النائب اوذاك دون رادع ضمير مصرحا اومتظاهرا بالمواقف الوطنيّة رغم فقدانه ثقة الجماهير التي ما زالت تطالب بازالة العقبات، وإصلاح وتحسين الحَيَاة مذ عهد ما يسمى بالتغيير ولحد الآن.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم