أقلام حرة

رخيص هذا الدم الشيعي عند القادة

سليم الحسنيثلاثة أحداث مهمة ذات صفة فجائعية وقعت في الأسابيع الماضية، وكانت النتيجة، مواقف باردة من القيادات السياسية من مختلف الاتجاهات.

تفجير مدينة الصدر، وحريق صناديق الانتخابات والضربة الإسرائيلية على قوات الحشد الشعبي عند الحدود مع سوريا.

تشير هذه الوقائع الى أن الدولة العراقية فقدت حسّها، وليس فقط هيبتها، فهذه الهيبة قد تكفل العبادي باسقاطها من خلال ادارته الضعيفة، وضياعه وسط الأزمات، واستغراقه في محاولات الحصول على ولاية ثانية وتلقيه الأوامر اسبوعياً من السفارتين البريطانية والأميركية.

عملية التفجير في مدينة الصدر بكل مأساتها الإنسانية وبتحديها للقانون والسلطة، مرّت دون محاسبة، ولن تكون هناك محاسبة ولا إجراءات جادة، لأن العبادي ووزير داخليته لا يرغبان بإثارة السيد مقتدى الصدر الذي يملك من المقاعد ما يجعله يتحكم بمستقبلهما. وعليه فان الدم العراقي يصبح بلا قيمة عندما يُقاس على أساس المصالح الشخصية.

حريق الصناديق الانتخابية، كان بمثابة تعبير حكومي وقضائي وبرلماني على أن قيمة الشعب تساوي الرماد، وأن التزوير يجب تغطيته بأي شكل، حتى لو كان فضيحة صارخة وسط النهار.

العدوان الإسرائيلي على أبطال الحشد الشعبي، وما تسببه من سقوط عشرات الضحايا، لم يُقابل إلا بإدانات بسيطة من قادة الشيعة وصمت مطبق من القادة الآخرين. ويلتقي الجميع في رغبة واحدة هي مداراة المشاعر الأميركية، وعدم إزعاج سفارتها الكبيرة في المنطقة الخضراء بموقف وطني. مع أن الآفاق السياسية مفتوحة دولياً لو أرادوا تسجيل موقف.

لقد راعى هؤلاء القادة ما وراء العدوان، أي السعودية التي تريد لمجاميع الإرهاب أن تبقى فاعلة في تلك المنطقة بانتظار مهمات جديدة توكل اليها، وهذا ما يدركه القادة السياسيون، لذلك كان البرود هو الموقف لكي لا تغضب عاصمة آل سعود عليهم، ويخسرون دعمها في الحصول على المناصب الكبيرة في الحكومة القادمة.

مع هذه الحالة التي صارت تتحكم بعقول وإرادات القادة العراقيين، يمكن توقع الكثير من المفاجآت، فالارهابيون الذين قتلوا أبناء الشعب، أصبح التفاوض معهم ومحاولة كسب موقفهم، هو الطموح عند بعض قادة الحشد الشعبي.

وأميركا التي هتفنا ضدها (كلا كلا أمريكا) صارت الصديق المقرب الذي يرسم الخطوات فنسير عليها.

والسعودية التي تصنع الموت لقتل الأبرياء، أصبحت مرضاتها مقدمة على كل أمر.

ورجال قطر صاروا أصدقاءً وأحبة.

رخيص هذا الدم الشيعي في حسابات قادته.

 

سليم الحسني

 

 

في المثقف اليوم