تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

شعار الإسلام هو الحل، للإخوان المسلمين

انور الموسويعندما تقول: الإسلام هو الحل، ذلك يعني رجوعك إلى اكثر القرون دموية، واستبداداً، فمنذ بداية عصر الخلافة، الى عام 1928 حين رفع الإخوان المسلمون هذا الشعار، وهم يتراجعون بخطىً حثيثة نحو الماضي، وارجاع المنظومة العقلية الى حكم النص المغلق، والخرافات، وهذا ما جعلنا قابعين على مدى كل هذه القرون تحت سلطة التخلف، بل أكثر من ذلك، ذهبنا إلى الماضي لاستشارته وبقينا فيه، ولم نخرج منه، رفضنا اخذ التجربة منه بشكلٍ صحيح، ولا نحن قفزنا عليه وغادرناه، بل بقينا فيه مأسورين، هذا هو السبب الرئيسي في قصور تقدمنا، وعدم تعاطينا مع الواقع على اساس تقني، وعقلي واقعي، وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن الدول التي غادرت منظومة الدين، والتحقت بعصر التنوير،ورفضت الرجوع إلى حكم البابوية والكنيسة، والسلطة المطلقة، واخذت أيضاً من ابن رشدٍ كفايتها، اصبحت دول ضمن سياق التقدم العلمي، والمعرفي، واستطاعت ان تقفز على أزماتها، وتعالج واقعها بمنطقية، والأمم التي بقت متمسكة بالرجوع دوماً إلى حفنة القرون الوسطى، والمتاخرة،والعيش وفقاً لانضمتها، ازدادت لديهم نسبة العنف، والجهل، والتزوير، والفساد، والجريمة، واللا قانون، والتاخر المعرفي، والاستعباد الداخلي والخارجي، اصبحت دول لا ترتقي بمنظومة التقدم العلمي، بقدر احتفاظها بمكاسب الحديث، والرواية، والوعظ التنظيري، باتت دول غير منتجة للحداثة، ولا للتطور، وعائشة ضمن اهازيج الحضارة والتراث، تتغنى به وتطرب على ماضيه،وترفع الشعارات فحسب، في حين لو غادرت منظومة الماضي وعملت على التفكير بصورةٍ واقعية، لما تفاجئ العرب بتقنية النانو، ولا بابتكارات البحث العلمي السنوي، غُيبت الإرادة الجمعية، بالخوض في صراعات عرقية، اكسبت افرادها هوية متشنجة متعصبة كان نتاجها خلافة الماضي، واشكالياته، وفقدت الأمة هويتها الجاذبة لجميع مكوناتها بلا تمييز، وهي الهوية الوطنية، لا عجب اذن ان نتفاجئ بالسيارة "تسلى" وقلة الحاجة مستقبلاً للنفط من قبل دول العالم المتحضر، ولا عجب ان نتفاجئ، بعدم احترامنا للثروات الوطنية، وعدم انتسابنا للوطن،ولا عجب أن نجد ان الدول التي غادرت الخرافة، باتت تهتم بتطوير عالم الدنيا لديها، لحاقاً بركب الحداثة، وتعزيراً لمواردها الاستراتيجية، من اجل مواجهة الدول الاكثر تقدماً، لتجعل من نفسها رقماً مهماً في حال الحسابات الدولية، ذلك امر غاب تماماً عن أدبيات شعار "الإسلام هو الحل" الذي ابتدأ به الإخوان المسلمين، ولا عجب أيضاً ان نشهد كل انواع الفساد، وتسريب الاسئلة، والرشاوي، والابتزاز، ومحاولات القمع، والتهميش، والاستهلاك اللغوي، وغياب الإنتاج، لأننا لم نعد نطرح هذا السؤال لماذا نحن متخلفون؟ ... سابقاً كنا نتسأل هذا السؤال، اليوم نحن واثقون تماماً من تصديق هذه الكذبة إننا خير أمةٍ ولسنا متخلفين لا علمياً، ولا ثقافياً، ولا واقعياً، رضينا بادبيات وفرت لنا غطاءاً للغيب، انه سيأتي يوم وتحل هذه الإشكاليات على يدِ منقذين يرسلهم الرب الينا من السماء، او بوجود مقدسين معززين بسلطة الرهبرة، جعلنا منهم اهم شرطٍ في استمرار الحياة،وما نحن بمتخلفين! بل نحن جداً متطورين لدرجة أن الدول العالمية الكبرى تتآمر علينا، وتخاف منا، هكذا بدأت الحقيقة الكاذبة امام اعيننا، لحين ما نفقد اخر منتج، لم تعد الدول المتقدمة بحاجةٍ له وهو المنتج الوحيد (النفط)، والى ذلك اليوم سنبقى مصرين على أنهم دول فاشلة ومنحرفة، ونحن الوحيدين الذين سنرث الأرض!! لم يفكر يوم أحدهم هل نحن هنا نُنتج حياة؟ وما معيار ومقومات هذه الحياة التي ننتجها؟ ام نحن نُنتج عالم الآخرة ونعيش في خيالاته.

ضربنا حول انفسنا الأسوار، والأبواب المؤصدة، ورفضنا اي احتكام لأي تجربة ناجحة سارت عليها الشعوب، بحجة أنها تخالف النصوص، او بحجة البدعة... الخ.

وهكذا تستمر نتائج استمرارانا بالعيش في القرون الأولى وحتى القرن السادس عشر في احسن احوالنا، وانعكاساته على الواقع الذي يرفض ان يعترف به من رفع هذا الشعار، ومن تدهورٍ إلى المزيد من ضياعات المستقبل، والكثرة من الفوضى والجهل والخرافة، والمفاجائات الكونية!!! في ظاهرة الاحتباس الحراري.....

 

انور الموسوي

 

 

 

في المثقف اليوم