أقلام حرة

شيعة أميركا.. العبادي والصدر والحكيم

سليم الحسنيمبالغ ضخمة دفعتها السعودية من أجل إنجاح مشروع الكويت الأميركي، فهو يمثل البداية المصيرية للسيطرة على العراق، وتحويله الى منطقة تابعة للسعودية.

يتساوى السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر والدكتور العبادي في تحمسهم لإنجاح هذا المشروع، فهو يحقق لكل واحد منهم الطموح الذي يعيشه ويملأ رأسه في المرحلة القادمة.

العبادي يعيش حالياً من أجل ولاية ثانية، لقد ذاق عسيلتها فغرق بها، وهانت عنده الكرامة والوطنية والمصلحة العامة. وقد وجد في (سائرون) الطرف الذي يحقق طموحه، وهي علاقة صارت مفتوحة بعد انتماء مقتدى الصدر الى السعودية مباشرة، أي الى المحور الأميركي في العراق.

السيد مقتدى الصدر بعد فوزه بالمرتبة الأولى في المقاعد البرلمانية، تعززت لديه فكرة قيادة العراق وتوجيه العملية السياسية، ولاقى من لدن السعودية دعماً مفتوحاً، ثم جاءه عمار الحكيم من الكويت بمشروعها المعروف في تشكيل الكتلة الأكبر، فاستجاب بسرعة وحمل حقائبه الى الكويت تحت عنوان زيارة رمضانية. وبذلك يكون قد حدد موقفه بأنه سيكون راعي مشروع الكويت الأميركي في العراق.

السيد عمار الحكيم، يتحرك بعقلية حالمة، فهو يريد الزعامة على المواصفات التي يرغب بها، وليست عنده حدود، فلا فرق عنده بين الشرق والغرب، المهم أن يرى طموحه أمامه، فيسير نحوه بلا تعب.

في حركة الأشخاص الثلاثة، يقوم العبادي بعمليات مخادعة، فحين دخل الاجتماع مع كتلتي الفتح ودولة القانون، وهو الاجتماع الذي نال اهتماماً واسعاً في وسائل الاعلام، كان العبادي يضمر الخديعة، فقد كان يجري اتصالات مع مقتدى الصدر وعمار الحكيم، كما أنه كلّف نوفل أبو الشون رجله المقرب ـ والمقرب من الأجهزة الأميركية أيضا ـ بالاتصال ببعض القيادات السنية لتشكيل الكتلة الأكبر برعاية السعودية.

الأشخاص الثلاثة، مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي، أصبحوا رسمياً شيعة أمريكا، وعلى أيديهم ستدخل علينا السعودية بتوجهاتها العدوانية، وسيعود جنود أمريكا الى العراق، يتحكمون بسياسته وقدرات شعبه، فيقسّمون ويفتحون الأبواب لداعش وغيرها، وتعود الأزمات بأسوأ من السابق، فيما يعيش الثلاثة من شيعة أميركا فرحة تحقيق احلامهم.

 

سليم الحسني

 

 

في المثقف اليوم