أقلام حرة

رسالتي ورد وسام الشالجي

عدنان الظاهربيان هام: أطلق أخيراً السيد الدكتور وسام قاسم الشالجي فيديو نادراً وطريفاً كلّفه الكثير من الجهد والمتابعة والإتصالات وجمع الصور . كرّس الدكتور وسام هذا الفيديو أساساً لتكريم أساتذة قسم الكيمياء ورؤساء وعمداء الكلية والمعيدات والمعيدين وبعض التابعين للقسم من فنيين وسواهم لحقبة سبعينيات القرن الماضي لكنه لم يتطرق لذكر أسماء محاسبي الكلية وسواهم من موظفي عمادة الكلية من ملاحظين وإداريين وإداريات وأمينات وأُمناء سر عمداء الكلية حينذاك رغم تزويدي له بإسماء هؤلاء.

كتبت لتلميذي السابق في قسم الكيمياء أوائل سبعينيات القرن الماضي الدكتور وسام الشالجي رسالة هذا نصّها فتقبّلها بكل شجاعة وبكل ما يحمل من صفات نبيلة وأخلاق عالية ثم ردَّ علي برسالة منشورة في آخر رسالتي هذه:

سلامٌ عليك

مع الشكر الكبير لك ولما قد بذلتَ من جهود خدمةً لكلية العلوم في جامعة بغداد في سبعينيات القرن الماضي وخاصة قسم الكيمياء والعاملين فيه من أساتذة ومعيدين ومعيدات وبعض العاملين في إدارة الكلية خلال تلكم الحُقبة الزمنية ....

وأقدّر عالياً حرصكم الواضح على إبراز تلك السنين بشكل موضوعي يخدم التأريخ لكنْ جانبك التوفيق في بعض الأمور المتداولة بيني وبينك أخص منها بالذكر تجاوزك على هذا التأريخ وفرضك أموراً ما كان لها من وجود منها إبرازك لبعض الناس بشكل مقصود لكنه غير مبرر وإطلاق النعوت والتسميات العلمية لغير مستحقيها ..

مَن كان السيد دحام حسن التكريتي في سبعينيات القرن الماضي ؟

تضعه مع الأساتذة كأنه كان واحداً منهم وتضع أمام اسمه حرف الدال وما كان حينذاك يحمل شهادة الدكتوراه .. والعيب والتزييف الأكبر أنك ودوماً تتهرب من تسميته بمن يكون: رئيس الإتحاد الوطني البعثي في قسم الكيمياء لا أكثر وبهذه الصفة فقط حرص على الدس بنفسه في كل صغيرة وكبيرة في قسم الكيمياء ووضع نفسه في الصور بين أساتذة القسم . لولا رئاسته للأتحاد الوطني البعثي لما كان شيئاً لا في العير ولا في النفير .

الكلام الجميل في المقدمة والإعلان ركّزَ على خدمة التأريخ وتثبيت الحقائق فما منعك من ذِكر البعض منها ؟ أهكذا تفهم الحقائق والموضوعية في تثبيتها ؟

قد أتفهم تبريراتك التي تكتبها لي لكني كشخص عاصر تلك الحقبة الزمنية وعاشها وعانى فيها ما عانى لا يمكنني السكوت على التجاوزات وتزييف الحقائق والإنحراف عن المبادئ .

هل أنشر هذا الكلام عَلَناً في العديد من المواقع أم ألزم الصمت وأوافيك بتصويبات لأخطاء أخرى وقعت في الفيديو وقد تسرعتَ فنشرته قبل عرضه على أُناس لهم إطّلاع واسع وعِلم عميق بما كان يجري في حُقبة سبعينيات القرن الماضي منهم على سبيل المثال أستاذنا وأخونا الجليل الدكتور مجيد القيسي ...

هذا جدول بما وقع من أخطاء أتمنى الأخذ بها بشكل من الأشكال خدمة (للحقائق التأريخية وموضوعية الباحث والكاتب والمؤرّخ:

ـ ما كان سعد عبد الباقي الراوي وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي أبداً بل كان زمن إلتقاط الصورة (ومعه عميد الكلية دكتور مجيد القيسي) كان رئيساً لجامعة بغداد فقط. كانت دكتورة سعاد البستاني وزيرة للتعليم العالي وهي التي فرضتني أوائل عام 1970 مشكورة على المسؤولين البعثيين في أمر تعييني في جامعة بغداد وكان في ذلك الوقت الدكتور حسن الربيعي عميداً للكلية والمرحوم ناظم شوقي رئيساً للقسم.

ـ لم تذكر أسماء الأساتذة في الصورة التي يظهر فيها [البروفسور الرُكْن] دحّام حسن التكريتي وهم:

هادي كاظم عَوَض بجواره السيد التكريتي .. وعلى اليمين د. مُنذر يوسف الجنابي ثم كريم عبد الأمير (ليس عبيدياً أبداً) ثم المرحوم الذي تعرف دكتور حازم قاسم والأخير شخص مجهول.

ـ في الصورة التي تتصدرها أنت في حافلة / تجلس خلفك زوجة الدكتور ناظم شوقي المعيدة البصراوية السيدة ليلى سعد الدين العيسى جلست بجانبها زميلتك المصلاوية الطالبة فردوس الصرّاف أو الصوّاف وجلس خلف الجميع الراحل أستاذي في مدارس الحلة لسنينَ عددا الدكتور ناظم شوقي.

ـ نشرتَ صورة في مختبر تعود لأعوام سبعينيات القرن الماضي كتبتَ حرف الدال أمام اسم كلٍّ من المعيدة السيدة سعاد الأعرجي وصاحبك التكريتي .... عيب يا وسام ... نعم والله عيب ! أين الموضوعية في كتابة التأريخ ؟ لماذا تتهرب من وضع دحّام التكريتي يومذاك من أنه كان رئيس الإتحاد الوطني البعثي في قسم الكيمياء وربما في عموم كلية العلوم ؟ ما الذي يمنعك من قول الحقيقة ؟

ـ الصورة التي يظهر فيها زميلك رائد النائب ...باسل هاشم الصدر يجلس في وسط الصورة يليه إلى اليمين شخص مجهول ثم يأتي د. محمد رضا الخياط ثم رياض رشيد ثم فائق القيسي (بدون حرف دال) .

ـ صورة عدنان طاميش: في الوسط دكتور حسام حبيب شينا وإلى يساره المعيد ثم طالب الدكتوراه مع دكتور غازي عبد الوهاب درويش السيد حسين العقابي .. وفي يسار الصورة المعيدة الأخت لميعة الأعظمي .

أتمنى لو تحاول إجراء هذه التصويبات من أجل نقاوة وبلاغة ما في الفيديو من معلومات وصور وأنْ تستشير أخانا الدكتور مجيد القيسي في هذا الأمر.

أكرر شكري لما بذلت من مجهودات كبيرة في جمع المعلومات وفي تصميم ثم تنفيذ الفيديو رغم ما اعتوره من بعض الشوائب والعيوب ... وإني إذْ أنتقد وإذْ أقوم بعمليات تصحيح وتصويب لا أنطلق من حقيقة كون البعض ممن برّزهم الفيديو ورفعهم إلى أعلى خلاف من كانوا وما كانوا يستحقون ... أنهم هؤلاء تسببوا في أذيتي ومحاربتي شأنهم شأنَ أي مجرم شاذ وسادي وبعثي منحطّ بلا خَلاق وتربية عائلية لكن من موقعي ومواقفي مما كان يجري في تلك السنين من سبعينيات القرن الماضي كشاهد يومي وكضحية لظلم وانحراف حكومة ونهج البعث والبعثيين حينذاك ولقد انقلبت الأيام بهم وكشفت سؤاتهم وبانت عيوبهم وتشوّهاتهم الخُلقية ونهجهم السادي الطائفي والعنصري وهذا هو قانون وسُنّة الدنيا فالأيام دُول والدنيا عَجَلة دوّارة لا سكون فيها ولا توقّف .

ملاحظة لا بُدَ منها: تمنيتُ ـ عزيزي وسام ـ أنك لم تنشر صورة شرطي للأمن البعثي من زملائك المجرم الساقط خُلُقيّاً وخلقةً والذي كان يعتدي على الطالبات من غير البعثيات حين غدا مُعيداً في مختبر الكيمياء التحليلية وهو الغبي الغشّاش الأكبر في كل تاريخ كلية العلوم / جامعة بغداد وما كان يحضر المحاضرات ولا يقوم بالتجارب المحتبرية كباقي زملائه وأنت تعرفه جيداً وعانيتَ منه . الأكثر غرابة أنَّ هذا المجرم الساقط والمسخ غير البشري تم إرساله في بعثة لإحدى الجامعات البريطانية في زمن الدكتور جلال محمد صالح رئيساً لقسم الكيمياء وعميداً للكلية وكالةً !

(المعلومة التي تخص إعتداءات هذا المجرم القذر وافاني بها عام 1977 / 1978 أحد المعيدين من إخوتنا المسيحيين في القسم).

الأستاذ الدكتور عدنان الظاهر

 

رد الدكتور وسام الشالجي /

Wisam Alshlachi <[email protected]>

An:Adnan Al-Dhahir

21. Juli um 18:13

الاستاذ الدكتور عدنان الظاهر المحترم

تحية طيبة . كما وعدتك فاني سأخصص هذه الرسالة للجواب على انتقاداتك التي وجهتها لي على فيديو أساتذة قسم الكيمياء بالسبعينات

١- اولا انا اعتذر عن الالم الذي سببه لك الفيديو والذي كان واضحا من مرارة المشاعر التي كانت موجودة في رسالتك التي ارسلتها لي . هذا الألم كان شديدا وهو يعكس بصدق مرارة الحياة التي عشتها بالكلية وما تبعها من اقصاء وهيام في ارض الله هروبا من الواقع الذي كان سائدا بالبلد . انا لم اقصد ان اتسبب لك بهذه الاحزان لكني توقعت حدوثها لان من الطبيعي ان يستاء الانسان عند رؤية من اساء له وسبب له الاضرار، لذلك فانا اقدم لك اعتذاري الخالص لهذه النقطة .

٢- انا ليست لي علاقة ولا معرفة ولا قرابة باي شخص ظهر بالفيديو، وانا لم اتعمد ابراز شخصية معينة على حساب اخرى ولم اضع تسميات او نعوت لاحد غير صحيحة . ربما اكون قد وقعت باخطاء مثل اضافة لقب (دكتور) على البعض في حين لم يكونوا دكاترة في حينها لكن تلك الاخطاء لم تكن مقصودة ولا تهدف الى ابراز احد بدون استحقاق، وقد تم تصحيح هذه الاخطاء في الفيديو اللاحق بناء على ملاحظاتك . بعض الصفات التي اضفتها على اسماء بعض الاساتذة هي بالواقع تعكس رأي الشخصي ولا اعتقد انها مجافية للحقيقة او الغرض منها ابراز اشخاص على حساب اخرين .

٣- لقد توخيت التزام مبدأ العدالة في عرض الصور ومساواة الجميع في طريقة العرض لكن الامر لم يكن ممكنا مثلما اردت لاسباب كانت خارجة عن يدي . كثرة الصور التي ظهر بها بعض الاساتذة لم يكن مقصودا ابدا ولا يهدف الى ابرازهم بل كان ذلك مرتبطا بما موجود ومتوفر عندي من صور . نفس الشيء يتعلق بقلة او عدم ظهور البعض الاخر في اي صورة اذ لم يكن السبب في هذا تغييب او طمس وجود هؤلاء بل كان السبب قلة او عدم توفر صور لهم .

٤- كنت قد قررت مسبقا بان لايوضع بالفيديو اي اشارة الى اي أمر سياسي لا من قريب ولا من بعيد، وما ظهر بالفيديو من ذكر لمناصب بعض الاساتذة بالكلية والقسم لم يكن يهدف الى تمييزهم او الاشادة بهم او الانحياز الى معتقداتهم السياسية والاصطفاف معها بقدر ما كان توثيق تاريخي لمن تبوأ تلك المناصب وفتراتها . نفس الامر اتبع مع دحام التكريتي الذي ضايقك وجوده كثيرا في اغلب الصور، فانا لم اذكر صفته الحزبية ولا كونه رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة العراق بذلك الوقت انطلاقا من نفس المبدأ، ولو كنت قد ذكرت هذا فان الفيديو سيصبح حتما ذو صبغة سياسية اردته ان يكون بعيدا عنها .

٥- كنت قد قلت لك سابقا بان ٩٠٪؜ من الصور التي ظهرت بالفيديو تعود لدحام حسن وهذا يبرر كثرة وجوده فيها . انا اعلم بان هذا الامر قد يثير تساؤلات لمن يشاهد الفيديو، وبالذات للناس الخارجيين ويعتقد من يشاهده بان المعد تعمد في هذا لكن بالحقيقة لم يكن باليد حيلة لتفادي هذا الامر . وبالرغم من سلبية هذه النقطة الا ان ايجابيتها الكبرى تكمن في ان مثل هذا الفيديو ما كان يمكن ان يظهر للوجود لولا هذه الصور .

٦- واخيرا أحب ان ابين لك بان غرضي كله من الفيديو هو بان يكون وثيقة تاريخية وهو لا يتعلق ابدا بظروفك الخاصة والحياة التي عشتها بالكلية او خارجها . كما اني اردت بالفيديو بان يعكس صفة الوفاء التي احملها بين ضلوعي . وسواء افلحت بتحقيق هذه المقاصد ام لم افلح فانا على الاقل قد حاولت وهذا يرضيني واعتبره تلبية لما كان داخلي من رغبة . تستطيع ان تكتب وتنشر في اي موقع مقالا تنتقد فيه الفيديو وما جاء به، او توضح طبيعة بعض الشخصيات التي وردت فيه وهذا لن يزعجني او يحزنني لاني اشعر براحة صادقة في كوني قد حققت ما اصبوا اليه .

ليس عندي شيء اخر اضيفه وارجو ان اكون قد اوضحت لك اعلاه تبريراتي لما ورد في رسالتك من نقد ولوم، واتمنى ان تقتنع بما قلته مع علمي ان ارضاء جميع الناس غاية لا تدرك .

اقدم لك احترامي وشكري ودمت لي .

وسام

 

في المثقف اليوم