أقلام حرة

رحلة رقصٍ ثقافي استكشافي في جسد الحكومة السورية المؤتمَّة ضدَّ الإرهاب !

ياسين الرزوقلم أكن مع حسن نصر الله أراقص الإسلام السياسيّ لأدخل من كعبته التي ضاعت في تطواف حجارةٍ حول حجارتها التي يحتلُّها إسلامٌ سياسيٌّ من نوعٍ آخر لا يحتمل المراقصة لأنَّه يطبِّقُ على الأمَّة الإسلامية التي لم تعد غرَّاء هذا إذا كانت أصلاً قاعدة الرقص الإجباري التي تجعل القطيع يكرِّر مقولة "الطير يرقص مذبوحاً من الألم !"

وهكذا بعد أن بانت شاشة الرؤى أمامي في أعين حسن نصر الله أدرك مرادي وقال لي :

يا سيِّدي ليس المهم أن تراقص الإسلام السياسيّ لكنْ من المهم أن تجعل رقصتك الفكرية في لغةٍ تدعم المقاومة لأنَّ المقاومة هي السبيل إلى ترسيخ الحالة الوجودية في استرجاع القرار ................

وما استرجاع القرار إلَّا سبيلٌ لبسط يد الدولة الطولى على الموارد لتحسن إعادة توزيعها على المواطنين وإلَّا بقينا نشيخ أكثر بعجز الموازين الاقتصادية وبانهيار ترتيبات قيامة دولٍ لم تدرك من القيامة إلَّا بعدها اللاهوتيّ الذي لن يغني ولن يسمن من جوع ولن يجعل الأجيال قادرةً على الخروج من مرايا التبعية التي لا ترى أنفسها ووجوهها إلا من خلالها !

وبعد هذا النقاش الذي أخرجنا من حلبة الرقص قلت له :

كم أنت رجل دولة رغم أبعادك التي تقاس بمسطرة الإسلام السياسيّ يا حسن نصر الله وودعته

فإذا بي أصادف في برلين رجلاً اسمه "حامد عبد الصمد " يعاند الفاشية والنازية ويسعى إلى بسط لغةٍ من لغات التأويل بعيداً عن انهيارات متتابعة لن تزول من كيانات الإسلام والمسلمين والمسيحية والمسيحيين خاصةً في المشرق الذي يتداعى يوماً بعد يوم بل ثانيةً بعد ثانية .....

لم أستغرب ذلك الجمهور المصفِّق في ثقافي أبي رمانة وغيره من المراكز التي لن تضاهي متر مسجدٍ من مساجد البعد اللاهوتي الأدنى والأقصى و لم أدَّعي أنَّ شعبيتي في مزاجها الأقصى وخاصةً أنَّني أُتَّهمُ باستفزاز قطعانٍ لا تحصى في زمنٍ تبسط فيه القطعان أرتالها على كلِّ الساحات

وذلك حينما لجأ أحدهم إلى المقارنة والمفاضلة بين ظروف نشاطٍ وآخر حكماً تُلامُ فيه إدارات القائمين على الثقافة وعلى مراكزها التي تفتقر لغة التفريق ما بين ضرورة الحشد وما بين نوعية الحشود وتعتمد في التحشيد على ثقافة نجم القطيع وحشود هذا النجم (نجم القطيع ) التي من الممكن أن تكون من هذا القطيع أو سواه

وهذا ما يجعلنا نتساءل ما القيمة المضافة من جذب قطيعٍ يعرف كيف يصل إلى حشاشته القطيعية وما هي خطط الإدارات الثقافية في إطعام القطيع ثقافة نبذ القطيع بدلاً من ثقافة الاستمتاع بنغمة القطيع كي لا يُصدم بنغمةٍ جديدة تجعله يتعب في الوصول إلى طريق متفرِّد لن يهوى بعده القطعان والقائمين عليها والداعين إلى تجميعها وتدويرها وتمريرها على كلِّ الأمكنة كما يهوى من لا يعيرون الثقافة أدنى احترامٍ في الدعوة وفي الاستضافة وفي تقصُّد إغفال إعمال العقل كي يبقى الغافلون في غفلتهم مهما صعد نجم القطيع بنفاقه وأكاذيبه وتشويهه الممنهج للفكر وللثقافة !...

والطامة الكبرى أن يكون حماتهم وداعميهم سلاطين الإسلام السياسيّ وحكَّامه !

أنهيْتُ مشواري بعد كتب الفاشية الإسلامية وسقوط العالم الإسلامي ووداعاً أيتها السماء ل حامد عبد الصمد خاصة بعد مذبحة السويداء حيث كنت هناك موحِّداً بإلحادي درزياً بعقل إلحادي الوطنيّ الذي لن يأتيه الدين الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ولا من قبله ولا من دبره ولا من أعلاه ولا من أسفله وآمنت أكثر بأنَّ شريعة الإرهاب لن يصدها إلا أبناء المجتمع أنفسهم مهما كان جبروت الجيوش في أوجه وفي أوسع انتشاراته وهذا ما فعله أبطال السويداء بتعليق الضلال على مشانق تكبيراته كي تكون العبرة أكبر من أيِّ شيء

لكنَّني لم أطالب بتغيير اسم الكاتب اللاهوتي بل ودَّعت ما تبقى من أسماء في لاهوت الثقافات كي أعلن بالبدايات النهايات وبالحقيقة موت الروايات

 

بقلم ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

 

في المثقف اليوم