أقلام حرة

كلما زاد البشر تنامى الخطر!!

صادق السامرائييبدو أن المعادلة الفاعلة في الواقع البشري، أن المخاطر تتعاظم مع تكاثر أعداد البشر، وفي وقتنا المتأزم، صار الخوف سيدا والقلق أميرا والرعب سلطانا، مما حدا بالحكومات إلى تخصيص النسبة الكبيرة من ميزانيتها للحفاظ على الأمن وتوفير الأمان للناس.

ومهما تحقق من جهد وإجتهاد للوصول إلى درجة مقبولة من الأمن الإجتماعي، فأن المخاطر تتكون وتنطلق بين فينة وأخرى، وهذا يحصل في جميع المجتمعات الأرضية وبلا إستثناء.

وبعض المجتمعات القوية تتوهم بأنها يمكنها أن تحمي نفسها بتحقيق الخراب والدمار في المجتمعات الضعيفة، وهذا إقتراب أخطر من الخطير لأن العالم تحول إلى وجود مصغر على شاشة صغيرة، وما يتحقق في أية بقعة أرضية يصيب بقاعها الأخرى بشيئ مما أصابه.

أي أن الواقع الأرضي تحول إلى ميدان فايروسي، بمعنى أن كل ما يدور فيه ينتشر في كافة أرجائه، بآليات فايروسية سريعة ومدمرة لمساحات أكبر من الأعماق البشرية التي تواصلت بأساليب غير مسبوقة ولم تعهدها من قبل، وهذا التواصل سبّاق لقدرات الناس على المواكبة والتوافق معه وهضمه وتمثله.

ووفقا لذلك فأن الجريمة ستتعاظم والمحق البشري – البشري سيزداد بشدة وقسوة، وربما ستنطلق عقارب الإبادة الجماعية من معاقلها كالأسلحة البايولوجية والجرثومية والنووية، وذلك لأن الأرض مثقلة بالأعداد التي أرعبتها وأصابت روحها ونفسها بأوجاع ومخاطر لا تطيقها.

والأرض كائن حي يدافع عن ذاته وموضوعه ولا يتنازل عن إرادة بقائه وديمومته ودورانه الذي يصنع الحياة، كما أن الأرض حاضنة أمينة ترعى ما عليها وتلفظ من أحضانها مًن لا يراعي حنانها وعطائها الرؤوم.

الأرض عش يرعى فراخه ويتعهدها بالإطعام ويتخلص من الفراخ التي لا تجد فيها قدرات الحفاظ على الحياة ومنح الأرض مزيدا من قدرات البقاء والنماء والعطاء الأصيل.

ففي الأرض مجتمعات منهوكة ومؤذية لها، وهي تشبه " كريد العش" الذي لا فائدة ترتجى منه فتلقي به أمه إلى أتون الموت بنقر رأسه ورميه خارج العش ممرغا بوهنه حتى النهاية.

والمجتمعات تختار دورها ومصيرها وهي صاحبة القرار، ولا عذر لديها مهما توهمت وتضللت!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم