أقلام حرة

رغم كون برهم صالح من المجرَّبين الا انه الأفضل لدى المتعصبين والبعثيين لرئاسة العراق!!

عماد عليمن يتابع بشكل يومي اراء الجهات والشخصيات حول المرشحين لتبوء منصب رئاسة الجمهورية للعراق يكتشف لديه من هم المضلين لدى كل طرف من المكونين، وماهي الاسباب التي تدع لكل مرشح ان يكون مفضلا لديهم. المكون الشيعي وبالاخص من اصحاب السوابق لما قبل السقوط يريده وفق مقاييسه، لكونه يمكن ان يساعد الحكم المطلق والسيطرة على مقدرات العراق، والسني المعتدل يريده ان يدعمه في توجهاته، ولدى العديدين من بين المكونين الشيعة والسنة هنا قواسم مشتركة ومنهم البعثيين العتيدين والعنصريين القوميين ومن يدلو بدلوهم من الجماعات والاعراق والمذاهب المختلفة وفق مصالح عديدة ومتشابكة لكل جهة او شخصية.

كلامنا هنا عن المرشح لرئاسة الجمهورية. ومنذ ان اختاره الاتحاد الوطني لكوردستاني، او حتى قبل ان يكون مرشحا رسميا. شاهدنا التمهيد من قبل المصادر السياسية والاعلامية المشبوهة وطرح اسم برهم صالح ولحد الان يُصر عليه كشخصية مقبولة لدى المكونات وليس عليه شائبة كما اعلنوا، ولكن المعلوم انه هناك اكثر من سبب وجميعه يدخل خانة الامور والمصالح الخاصة بكل طرف ولا صلة بها بمستقبل العراق وهموم شعبه وضمان مستقبله.

المعلوم عن برهم صالح ومن خلال تاريخه وسلوكه السياسي وبالاخص في تلك الفترة التي قضاها في العراق وفيمناصب مختلفة، وحتى قبله عندما اعاده المرحوم جلال الطالباني لتسلم القيادة كاحد العناصر من اهل السليمانية كي ينافس به العنصر الاهم في حزبه وهو من السليمانية المناضل نوشيروان مصطفى عندما كان نائبا للامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني قبل انشقاقه وتاسيسه لحركة التغيير؛ وفي بغداد ايضا تسنم برهم مناصب ولم يكن همه الا ترضية الجميع مخططا ومفكرا في اعلى النناصب ومنها منصب رئاسة الجمهورية ومنذ توليه المناصب الاخرى، وكما ادرك ذلك المرحوم جلال الطالباني في نهاية الامر وقبل تعرضه للوعكات الصحية واخيرا قبل واثناء مرضه وشُرحوا له ملاعيبه، ولكن اولاده لم يدركوا هذا بعد. وعليه، استراتيجية برهم اجتمع في نقطة واحدة وهي انه اراد ترضية الفئات والمكونات وعلى حساب كل شيء مبدئي وفكري وفلسفي وحتى لحزبه ايضا. واليوم بعد انشقاقه عن حزبه لمدة فصل الخريف فقط يعود من اجل ذلك الهدف المكمون في كيانه، وادرك رفاقه الذين انشقوا معه انه خدعهم بشتى الادعائات والكلمات المعسّلة وتبين اخيرا على حقيقته وتيقنوا من ما يهمه اصلا.

السؤال هو لماذا هو المفضل لمن لا يريد للعراق الخير ولا للكوردستان ايضا، وهم المتعصبين والبعثيين المتطرفين والمحور الامريكي ، انهم هم من لا يريدون الخير للعراق ويمكنهم تحقيق مرامهم بهذه الشخصية، وعدم ايمانه باي مبدا او فكر او فلسفة فهو حقا براغماتي امريكي الصفة والاخلاق. والبعثيين والمتعصبين هؤلاء يعرفون كيف يفيدهم في جل توجهاتهم واهدافهم وان كان بشكل غير مباشر، ولا يضر باعتلاءه ذلك المنصب غير المهتمين بمستقبل العراق واجياله من مابعد سقوط الدكتاتورية، وقبلهم الكورد بنفسه الذي رشحه.

وهناك البعض من الاخرين غير الكورد يفضله لانه يعلم بانه يمكن ان يحقق به غرضه الدفين وتوجهاته التعصبية مهما كان صلاحياته ضعيفة وفق الدستور العراقي. والعجيب في هذا الامر ولم ينبس به احد وهو كيف يمكن ان يمرر برهم صالح وهو المجّرب من قبل ووفق فتوى المرجعية المجَّرب لا يجرَّب.

عماد علي

في المثقف اليوم