أقلام حرة

بأسم الشعب العراقي نرفع دعوة قضائية ضد الحكومة والبرلمان العراقي

بالخلاص من نظام البعث واستبشرنا خيرا بولادة الديمقراطية حتى برزت انظمة شمولية دكتاتورية فاسدة تحكم الشعب باسم الديمقراطية وهذه الانظمة التي يسمون انفسهم احزابا اجتمعت على قتل الشعب العراقي لكي يتفرق دمه بين الاحزاب.

 ايتها الهيئات الرئاسية الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان واعضاء البرلمان نتهمكم نحن الفقراء والمهجرين والمهاجرين وعوائل الشهداء من الشعب العراقي بانكم سرقتم خيرات الشعب وشرعتم سرقة المال باسم الشعب ونحن براء مما تشرعون.

  لقد شرعتم وخصصتم لهيئاتكم الثلاث 55 مليون دولار من ميزانية الشعب، وشرعتم لأعضاء البرلمان والاحزاب المتسلطة رواتب ومخصصات لايمكن ان تتقبلها اي ديمقراطية في العالم وكأنكم تدارون على بعضكم البعض فشعاركم (خذ واصمت وليذهب الشعب الى الجحيم).

  انكم تعتقدون ان البرلمان عندما يشرع ستكونون بمأمن من سلطة الشعب لا انكم واهمون بل انكم زائلون ويبقى الشعب هو الحاكم وستقفون امام القضاء العراقي والدولي السلطات الثلاث واعضاء البرلمان، عندها لاينفع ادعائكم تحت ذريعة لوحة الانفاق العام. وستُسألون ماذا حققتم ماذا وضفتم ماذا انجزتم من مشاريع على الارض اين هي الحسابات الختامية للسنة المالية هل بنيتم ناطحات السحاب! او بنيتم مولات كما هي في دولة الامارات ! هل قضيتم على البطالة! هل انفقتم المال لاعادة البنية التحتية! هل بنيتم مساكن!هل وظفتم الاموال لمساعدة العا طلين عن العمل! ام تعتقدون بأن هذه الصدقات المتواضعة التي توزعها دوائر الضمان والتي لاتكفي لسد الرمق انجاز تفتخرون به!

  نحن الشعب نعيد السؤال عليكم ماذا حققتم؟ نعم نحن الشعب سنجيب بدلا عنكم ماذا حققتم، لقد اشتريتم دنياكم بآخرتكم (بعضكم بلباس الدين) وشيدتم قصورا بهياكل الشهداء وشاركتم الشيطان فشَرّ بعضكم لبعض، فمنكم من خزن الملايين في بنوك سويسرا ومنكم من اشترى قصورا في شوارع لندن ومنكم من فتح بنوك اسلامية(متدينون لايفتحون سوى البنوك الاسلامية) سبحان الله حتى حينما يسرقون يعطون لها طابع اسلامي ومنكم من استأجر طائرة وشغلها لحسابه بين بغداد واوربا (انا سامع احد يستاجر كوستر ويشغلها على خط بغداد الجديدة علاوي لكن لم اسمع بشخص بين ليلة وضحاها يمتلك طائره وهو كان يعيش الكفاف، من اين لك هذا ايها المسؤول في الحكومة العراقية؟)

 نحن الشعب سنطالبكم ايتها السلطات الثلاث بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة لحقوق الانسان والذي يلزم الدولة بتنفيذ القانون الدولي لحقوق الانسان الذي يضمن احكاما تكفل تمكين كل انسان ترعاه الدولة من التمتع بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك بحقوقه المدنية والسياسية ويجب على الدولة الراعية توفير برامج التوجيه والتدريب بكوادر تقنية ومهنية والاخذ في هذا المجال بسياسات وتقنيات من شأنها تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وعمالة كاملة ومنتجة في ظل شروط تضمن للفرد الحريات السياسية والاقتصادية الاساسية كما تضمن العيش الكريم طبقا لهذا العهد كما تضمن لكل شخص في الضمان الاجتماعي بما في ذلك التأمينات الاجتماعية، كما يوجب الدولة الراعية تقديم اكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة للاسرة وحماية الاطفال والمراهقين من الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي، كما يجب جعل القانون يعاقب على استغلال الاطفال في اي عمل من شأنه افساد أخلاقهم او الاضرار بصحتهم او تهديد حياتهم بالخطر او الحاق الاذى بنموهم الطبيعي، كما يجب على الدولة ان تضمن لكل شخص مستوى معاشي كافي له ولاسرته مايفي بحاجتهم من الغذاء والكساء والمأوى.

  اين انتم ياحكومة المحاصصة من هذا العهد الدولي هل اوفيتم بشرط من شروطه ام شغلتكم معركة الغنائم ورفعتم شعار (أنا وحزبي بدلا من شعبي وانا)، تدعون انكم ديمقراطيون وهي في اصلها اللفظي تعني حكم الشعب وهي ممارسة لصناعة القرار السياسي ولكن الديمقراطية تصبح دكتاتورية ان اقتصر القرار السياسي على مجموعة من السياسيين خلقت منهم الاحداث قادة توافقوا فيما بينهم ليصبحوا مكون لايمكن الاطاحة به او تغييره قياسا بالدكتاتور الافرد.

  كما ان لدينا تساؤل اخر ايتها الهيئات الثلاث (الجمهورية، الوزراء والبرلمان) هل انتم سعداء حقا بما حققتموه من فشل؟كيف تذهبون للنوم وملايين من الشعب يعيشون تحت مستوى الفقر وملايين من الشعب عاطلين عن العمل كيف تذهبون للنوم وملايين من الشعب يعيشون في بيوت خربة، اذا كنتم اصحاب دين كما تدعون فالاولى ان تعيشوا كما يعيش الشعب، ألم يكن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) يأكل كما يأكل الفقراء وبيت المال كله تحت يده وهو القائل:

لا دار للمـرء بعـد الموت يـســكـنه  ** الا التي كان قبـل الـمـوت بـا نـيـهـا

فان بـنـاها بــخــيـر طــاب مســــكــنـه ** و ان بـنـاهـا بـشـــر خـاب بـانـيـهـا

امـوالـنـا لـذوي المـيـــراث نـجــمـعــه ** و دورنـا لـخـراب الـدهــر نـبـنـيـهـا

ايـن المــلـوك التـي كانـت مســلطــنـة ** حتـي سـقاها بكأس المـوت سـاقيهـا

فـكــم مدائــن فـي الآفـاق قـد بـنـيـــت ** امســت خرابا و أفني الموت اهليهـا

لا تـركـنــن الــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا ** فالمـوت لا شــك يفـنـيـنـا يـفـنـيـهـا

لـكـل نـفــس و ان كانـت عــلـي وجــل ** مـــن الـمـنـيــة آمــــال تـقــويـــهـا

الـمـرء يبســطها و الدهــر يـقـبـضـهـا ** والنفس تنشرها و الموت يطويها

انــمـا الـمــكـــارم اخــلاق مــطــهـــرة ** الـديــن اولـهــا و الـعـقــل ثـانـيـهـا

  اكيد ستقولون إمامنا (علي) معصوم ونحن لسنا معصومين، ونحن نقول والخطاب موجه لمن يدعي التدين، ال بيت الرسول هم قدوة لنا والنبع الذي نغترف منه السراط الذي يحدد لنا مسار الحياة خاصة في مسألة القيادة فهي لاتنعكس على الفرد بذاته بل تنعكس على المجتمع الذي يقوده هذا الفرد الذي انيطت له مهمة القيادة .

 وحتى لايحسب علينا نحن الفقراء اصحاب هذا المقال اننا ضد العملية السياسية فمقالاتنا تشهد منذ سقوط نضام البعث ونحن ندعم مشروع التحرر من قيد الدكتاتورية ووقفنا معكم وقدمنا ارواحنا في سبيل انجاح المشروع الديمقراطي وسفر الشهادة يشهد وخلف عبد الصمد يشهد مدير مؤسسة الشهداء ولدي حديث طويل مع هذه المؤسسة وهذا الطبل الاعلامي المزيف لها الذي لسنا بصدد الحديث عنه الان.

 فما كان جزاء وقفتنا معكم الا الاهمال في كافة مرافق الحياة نسمع هنا وهناك مليارات تتطاير فقد انفقت كما هو معلن خلال الاعوام الست الماضية من ميزانية الشعب بيت المال اكثر من (400 مليار دولار) فأين انفقت هذه الاموال!

 فبغداد هي بغداد بأحيائها الخربة ونفاياتها الجبلية ومجاريها المغلقة، وحي التنك لازالت جدرانه مبنية من تنك والمعامل وحي طارق ومدينة الصدر والشعلة وووو.... كلها لازالت في طي النسيان، أما محافظات الجنوب والوسط والغرب (باستثناء محافظات كردستان فالف عافية اكراد العراق تستاهلون منين مامِلتي غِرَفتي) فأشهد انها تشهد اعمار كبير جدا يسمى (أعمار الترقيع) الله يرقعكم ياحكومتنا الرشيدة على هذا الترقيع، اتقو الله في شعبكم اين وجدتم هكذا اعمار في العالم لا في الموزنبيق ولا في الصومال، ربما تعتقدون اننا لانستحق التطور والرفاهية مثل باقي دول العالم الا تَبّت يداكم وما سرقت وتَبّت بطونكم وما أكلت، كلكم لااستثني احدا منكم حين يجلس على كرسي المسؤولية جعله ملك له لاينازعه احد عليه سواء اخفق في عمله او هو غير كفوء لهذه المسؤولية كما يقول المثل العراقي (علج ببطانية) لكَم تمنيت ان اسمع او اشاهد مسؤول عراقي يخرج على شاشات التلفاز ويصرح باستقالته لعدم استطاعته تقديم الخدمات للمواطنين، هل يعقل ان كل الذين في السلطة الان مقتنعون بمستوى الخدمات المقدمة للشعب، هي واحدة من اثنين اما ان يكونوا متفقون فيما بينهم كل يأخذ حصته من الكعكة ويصمت او لايوجد لديهم شعور بالوطنية مطلقا، ونحن الفقراء نرجح الاثنين لاوطنية ولاتأريخ، فالوطنية لاتأتي بالخطب والشعارات بل هي انتماء وعطاء.

 

حسن مدنف

بغداد

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1277 الاثنين 04/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم