أقلام حرة

عيد وطني أم نكبة!

وداد فرحانفي الوقت الذي يحتفل الأستراليون بالعيد الوطني، يستاء السكان الاصليون "الأبريجينيون" في هذا اليوم لما يتعبرونه من نكبة في احتلال بلدهم والاعتداء عليهم وعلى تأريخهم، ما يكون خليطا للمشاعر المتناقضة التي تعبر عن الفرح والاعتزاز بالهوية الوطنية لتأسيس دولة أستراليا، يقابلها الألم والحزن في تذكر المعاناة التي عاشها السكان الأصليون، يوم وصول أول أسطول بحري الى أستراليا، وما رافقه من ظلم واضطهاد ومآس، عاشها الأجداد منذ أكثر من مئتي عام.

بالمقابل ينقسم المهاجرون الى مؤيدين للاحتفال بهذا اليوم، ومتعاطفين جوهريا مع السكان الأصليين، رافضين ومستنكرين تحديد هذا التأريخ لما تشابهه الى حد كبير بنكبة فلسطين.

وفي محاولة للحد من المطالبات بتغيير تأريخ يوم أستراليا الوطني، دعا رئيس الوزراء سكوت موريسون إلى تخصيص يوم جديد للاحتفال بالسكان الأصليين، فهل ستحقق محاولته الرضى والقبول؟

وهل سيكون هذا اليوم بمستوى العيد الوطني؟

هل سيحتفل فيه كل المواطنين الأستراليين؟

أم سيكون يوما خاصا للابريجينين، به يشرخ المجتمع ويعزل السكان الأصليون عن عموم الشعب!

 يصعب فهم العقلية الغربية التي تتمسك بعناصر الاساءة الى الشعوب المحتلة بقوة، بينما في العلن تتظاهر بالإنسانية واحترام حقوق الانسان.

وهنا أقول: ما الضير في الجلوس الى عقلاء الابريجينيين والتشاور معهم لحل هذه الإشكالية الوطنية؟

وهل كان لأستراليا كيان لولا وجود وطن السكان الأصليين؟

إنها دعوة إلى توحيد الفكرة، للوصول الى طريق السلام الذي يجمع عموم الشعوب، ومن مختلف مشارب الارض الذين يقطنون أستراليا كوطن ثان، لاسيما أن استراليا بلد متعدد الثقافات، يعيش فيه مختلف العباد، والمهم في الأمر هو نبذ الكراهية ومسح دموع المتألمين من هذا التأريخ، ونقترح يوم الاعتذار الوطني الأسترالي الموافق في السادس والعشرين من شهر مايو/ آيار أن يكون اليوم الوطني الأسترالي الجديد لعموم الشعب.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم