أقلام حرة

لوحة الإعلام السوري أضاعت جدارية أهل الكهف فتبنّتها!

ياسين الرزوقوأنا أتابع برنامج "بين قوسين" ومسلسل العراضة الشامية عراضة القطيع الربحي الذي لا يفكر مهما شوه الدولة والمجتمع للإعلامية التي تلعب الكثير من أدوار الكومبارس الثقافي الفكري الترويجي لا المصيري رغم أنّ ما يروّج مصيري في تسطيح الشعوب والأوطان والتي لا أدري أهي ألحت على صورة ثقافية تزيد فكرة الهوامش التي لا تذكر "فما على الهامش سيبقى هامشياً مهما ظن الفراغ ضمنه أنه ممتلئ " مع الإعلامي المتعصرن سامي كليب برسائل عصرية ملغومة تفهم تباعاً ضد الوطن السوري أم هو الذي أصرّ على رفع صورتها الثقافية التي لا تعلق على حائط ولا مكان لها في جداريات الإعلام المهني؟!

لم أكن سلبياً ولن أسكت إيجابيتي عن ضرورة إخراج البرامج من كينونتها المجهزة في غرف رقابية وفي تماهيات لا إرادية مع وقائع تحول بين التقديم المنصوص عليه والتقديم المنعتق من التوقيع المسبق على عدم الحنث باليمين

و البرامج التي لا تحنث بيمين الرقابة لن تبدع شقّ رسائلها الموجهة إلى الرقابة نفسها كي ترفع سقف البوح بما يقتضيه عالم بات لا يعجز فيه المواطن عن نبش أبسط الأمور وأدق التفاصيل!

لا ننكر ضرورة التوجيه السياسي في كلّ ما تقتضيه أبجديات إخراج صورة سورية كما تشتهيها الصدور الوطنية قوية صامدة معطاءة ، ولكننا لا ننكر أيضاً ضرورة جعل الحالة التشرينية التي انتصرنا بها بشفافية لم نخجل من جعلها عنوان النصر بكل ما مر به من خيانات وعثرات على كل المستويات من مصر السادات أو من سادات مصر الذي أحالها إلى كيان من كيانات تلّ أبيب المارقة المنقلبة على عروبتها وعلى وطنيتها وعلى تاريخ نضالها الطويل!!

هل لونا الشبل التي تدربت في أكثر دوائر الإعلام مهنية وفي أكثر القنوات تغلغلاً في قلب المواقف رأساً على عقب وعقباً على رأس بمهنية لا ينكرها العارفون قادرة أو تملك النية لتأهيل مذيعات الجمهورية العربية السورية ليكنّ عارفات وعلى دراية بما تقتضيه موجات الإعلام العالمي الموجه ليحسنّ التوجيه بمقاربات تقدر على الصمود في وجه مقاربات القنوات الضالة المضللة أمثال الجزيرة والعربية ؟!

وهل يمكننا تشبيه مذيعات ك ريم معروف ولينار خضور مثلاً أو ك سالي عزام أو حتى كربى الحجلي ورشا الكسار بمذيعتين ك نجوى القاسم وخديجة بن قنة اللتين تخوضان بمهنية لا مفرّ من نكرانها إلا في أفواه من يريدون رفعة الوطن بالأكاذيب لا بالحقائق وبالأقوال لا بالأفعال؟!

آن للوطن السوري أن يفرز إعلاماً مهنياً وآن للإعلام المهني السوري ألا يسقط مهنيته أكثر بإعلامياتٍ مؤهلاتهن الفارغة من كل معاني التأهيل والمهنية هي فيتامينات بكلّ الأنواع من الفيتامين ألف إلى الفيتامين ياء مروراً بالفيتامين الشهير واو

و بإعلاميين يتبعون قاعدة "رقصني يا جدع !" ويتقنون دبكة "الديناميه" على نشرات الأخبار وعلى رقصات الأنباء وعلى مسارح التهريج غير الهادف من كلام كبير إلى إعلام صغير!

في النهاية لا كبير إلا من يتقن التحليق بأجنحة المهنية والمؤهلات الحقيقية غير المتكسرة لا بطيرها المعدّ في غرف السراب

ألم يئن لوطننا أن يتقن بشراه بقناة كالميادين أو كالجزيرة أو كالعربية مهنياً كي يصنع من خلالها بتوجيه وطني فوق الرقابة لا تحتها وبإعلاميين يتقنون توظيف الوطنية في ميدان لم يعد يألف الشعارات الطنانة الرنانة ميثاق الحقيقة المقاومة بدلاً من ترك قطعان الشعوب في أراجيح الذل والتبعية من كل حدب وصوب ؟!

  

بقلم: ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

في المثقف اليوم