أقلام حرة

متغيرات وثوابت المجتمع الكوردستاني تحت الضغوطات المتنوعة

عماد عليبعيدا عن الاطالة التي يحتاج الموضوع الى بحوث كي يُعطى حقه في بيان اهميته والخروج بنتائج مفيدة للجميع, اقول هناك متغيرات عدة برزت لدى المجتمع الكوردستاني في العقود الاخيرة واصبجت تحت تاثير العوامل المختلفة والمتنوعة الاسس والتركيب. اي بمعنى هناك مفاهيم عدة اصبحت ثابتة بمرور الزمن لمدة غير قصيرة تاريخيا اهتزت لدى المجتمع الكوردتساني (هنا لا اقصد الاخلاق والادب والاحترام ومجموعة من المفاهيم التي عليها علامات استفهام وغير موحدة لدى الجميع، بل متغيرة وتختلف في الجوهر من فرد لاخر وفق نظرته للحياة وفكره وثقافته وعقيدته ومبادئه بشكل عام) هنا للاختصار يمكن ان اختزل المتغيرات في سلوك وتصرفات الفرد الكوردستاني بعدة متغييرات جذرية محسوسة في طريقة حياته ومسيرته وما اكتسب هذ المفاهيم المختلفة معاني خاصة بها في المجتمع الكوردستاني  لم تعد كما هي فيما بعد التغييرات الحديثة المؤثرة على الثوابت التي كانت سائدة لدى سلالته او اسلافه.

لم نشهد تغييرات سريعة لدى المجتمع الكوردستاني من قبل كما نلاحظه اليوم وبدات تبرز منذ عقدين تقريبا, نتيجة المؤثرات العامة الموضوعية والعوامل الواردة من خارجه او تاثره بما هو المتغيير بشكل عام في العالم (هنا لا نريد ان نبعد العولمة وتاثيراتها على حياة جميع الامم والمجتمعات والكورد منهم) بل ايضا للاختصار اريد ان اكثف الحديث عن الكورد وهو ما يهمني لاهداف انسانية ايضا قبل اي فكر او ايديولويجا اعتنقه انا شخصيا. اي تقييم وبيان الراي حول المتغيرات واسبابها للخروج بنتيجة واضحة وعلمية لم نكن نشهدها خلال عقدين اخيرين، ان استبعدنا المؤثرات السياسية المتباينة المؤثرة على المجتمع كما حصلت في العقدين الاخيرين وشهدنا تغييرا جذريا حتى في اسلوب الفرد ونظرته وعقيدته وحتى مبادئه السياسية وما تسببت المتغيرات هذه في تغيير وضع المجتمع وبالتالي تغيير نظرته وتفكيره وايمانه بمفاهيم اجتماعية مختلفة.

من الامور التي تفرض نفسها على الجميع هي الاخلاق كما هو المعروف بتعاريفه المتعددة المختلفة لدى اي فرد ناهيك عن اي مجتمع بشكل عام. اي ما يشهده المجتمع الكوردستاني هو التغيير الكبير في ما يمكن ان تتفق عليه الاكثرية من ثوابت يمكن ان توضع في خانة الاخلاق الاجتماعي (نستبعد هنا ايضا الاخلاق السياسي والديني والذي لا يمكن تجريد المجتمع منه، الا انا نستبعده هنا او نجرد الكلام عنه  لغرض الدراسة والكلام بتجريد عن الاخلاق الانساني المبني على سلوكه ونظرته للحياة رفم تاثره المبطن بهما مهما استبعدناهما) .

اننا نؤكد بان المجتمع تغير وخلال عقدين بقدر عقود طويلة من جهة، وتعرض المجتمع ايضا لضغوطات نتيجة المتغيرات ذاته او من خارج العملية نتيجة  الافرازات او التداعيات التي فرضت نفسها ان تكون معالم التغيير واضحة بشكل يمكن ان يعتقد غير الملم او الانسان العفوي انه تغيير جذري مطلق لم يسبقه تغييرات تدريجية اي هو القفز من حالة الى اخرى عند عقلية الفرد وبدوره في احداث تاثيراته على المجتمع ككل من جهة اخرى. ليس المجتمع الكوردستاني كما كان، طبعه تغير، سيرته الاجتماعية لم تعد كما كانت، اي مسايرة الحياة الجديدة اصبحت وقعا يفترض نفسه على الفرد دون ارادته. تغيرت جراء ذلك عقليته ونظرته الى المواضيع والمفاهيم ايضا، لا يمكن ان تسلم بانك يمكن ان تتعامل معه كما كان قبل عقدين على الاقل، الضغوطات الاجتماعية الثقافية السياسية الاقتصادية اجتمعت في حين غرة او فرضت نفسها فرادا في مراحل متعددة من مسيرة المجتمع الكوردستاني، ولا نعتقد بان المسرة ثابتة الاسس وقوية ومترسخة بحيث لا تهزها الريح التي يتعرض لها الشرق الاوسط بين فينة واخرى، اي المجتمع الكوردستاني ايضا غير ثابت المقام ومعرض للتغيير وحتى التشويه في اية لحطة نتيجة الضغوطات المختلفة. ومن جهة اخرى تغير المجتمع الثابت المعالم وراسخ التوجهات والعقليات والعقائد تقريبا الذي كان الى مجتمع هش قابل للتغيير الجذري باتجاه ما ربما غير موافق مع طبيعة المجتمع الكوردستاني ككل وبه  تنقرض الثوابت الحسنة والسيئة على حد سواء في كينونته، ومن خلال ربما عدة عقود نشهد مجتمعا كوردستانية متغير بشكل مطلق تماما.

ان مالا اقدر ان اتحاشاه هو الضغط المادي المؤثر القوي على المجتمع بسرعة اكثر وتيرة من قبل, وهذا ما غير المجتمع اسرع مقارنة بعقود غابرة. العولمة ودورها والتواصل الاجتماعي الالكتروني هي الاخرى سببت في احداث بون واسع بين الاجيال مما اثر بشكل مباشر على طبيعة المجتمع وغيرته بشكل لم يتوقعه احد.

التواصل المستمر عقليا فرديا كان او حتى فريقيا اي التجمع او مجتمعيا او المعايشة الطويلة الامد مع البعض الحاصل نتيجة كثرة البطالات المقنعة التي توفر فرصة للتواصل والمسبب في اكثر الاحيان في الاستمرار في ثبات بعض المفاهيم التي في حالها الى الزوال، ويمكن ذلك وبسرعة قوضى في حال توفر فرص العمل وعودة الحياة الى سكتها الصحيحة، بعد القفزة التي شهدتها حياة المجتمع في كافة المجالات.  اصبحت متغيرات مجتمعية هائلة العد والكم لو قورنت بثوابته التي ازيلت ذاتيا نتيجة تاثرها بالمتغيرات المستوردة من جهة، وبعد الضغوطات المختلفة المنبثقة من الظروف الموضوعية والذاتية المؤثرة على مسيرته من جهة اخرى. اصبح واقع المجتمع الكوردستاني في مكان بما لا يمكن تعريفه بسكل مناسب انيا ويتسم باشكال مختلفة تحت الضغوطات ولازال يأن ويستمرالى ان تتجسد حالته الجديدة وياخذ المجتمع فرصته في تثبيت خطوته الصحيحة في حياته الاجتماعية وتبرز ثوابت ومتغيرات اخرى مختلفة لديه خلال مدة قصيرة مما يمكن ان نوقل انه  يشهد انتقالة ملحوظة لا يمكن ان نصفها ايجابية او سلبية بعد. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم