أقلام حرة

الحياة في العمل يا عرب!!

صادق السامرائيالأقوال لا تنفعن والكلمة فقدت قيمتها ودورها في الواقع العربين فالجميع صار يرى أن عمله أن يقول ويطالب ويتهم ويدّعين وهو السيد المنزه الكريم الأصل والفرعن والذي على الدنيا أن تنحني عند قدميه وتصلي في محراب رؤاه وتصوراته.

فالعرب لا يعملونن والمسلمون يتكلونن ومن أبرع الناس برمي ما فيهم من عجز ونواقص وإضطرابات سلوكية وأخلاقية على الآخرن أيا كانن بل وعلى ربهم الذي يعبدون كما يدّعون.

العرب أطهار أنقياءن وويلاتهم وما يصيبهم بسبب ثرواتهم وموقعهم الجغرافي وحضارتهم وأطماع الآخرين بهمن وإنه الإستعمار لاغير الذي تسبب لهم بما هم عليه من رزاءة الحال وقبح الأحوالن فالعرب لا نافة لهم ولا جمل بما جرى لهمن ولعنة الله على الذين فعلوا بهم ما فعلوه.

هذه هي العقلية السائدة في الوعي العربي على مر الأجيالن ولا تزال تدور إسطواناتها وألحانها في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعين وفيها تكمن مأساة العرب ووجيعهم الفتاك المشين.

"إنهم دمرونا"ن " إنهم قسّمونا"ن إنهم يتآمرون علينا"ن وإنهم وإنهمن ولا علاقة لنحن بما يجري ويدورن وإن واجهتهم قالوا " أجبرونا على كذا وكذا"ن " وما حصل ليس من خيارنا"ن و" الحروب فُرضت علينا"ن وغيرها الكثير من التعليلات والتفسيرات المضللة المساهمة في تدوير عجلات الدمار والخراب المرير.

والسؤال الدامغ هو هل فكر العرب بمصالحهم؟!!

هل قاموا بسلوك يخدم مصالحهم؟

إبحثوا في السلوك العربي على مدى القرن العشرين وإستحضروا سلوكا أسهم في تحقيق مصالح العربن فلن ولن تجدوا خطوة عربية قام بها العرب وأفادتهم!!

العرب يعملون ضد العرب ويتهمون الآخرين بالعمل ضدهم!!

العرب يقتلون العرب ويلومون غيرهم!!

العرب يهدرون ثروات العرب ويبررون ذلك بما يفتك بالعرب!!

العرب أعداء أنفسهم ودينهم وأرضهم وقيمهم وأخلاقهم وكل ما يمت بصلة إلى العروبة والدينن ويقولون أن الآخر هو كذلك!!

فالعلة في العرب وليس بالآخرين الذين يفكرون بمصالح دولهم ومواطنيهمن والعرب ضد مصالح دولهم وأعداء مواطنيهمن فهل وجدتم دولة في العالم تشتري سلاحا بأموال المواطنين لقتلهم وترويعهم وتشريدهم؟

هل وجدتم دولة في العالم تقتل حكوماتها مواطنيها مثلما تقتل الكثير من الحكومات العربية مواطنيها؟

هل وجدتم حكومات في دول الدنيا في حرب دائمة مع مواطنيها مثلما هو الحال في بلاد العرب؟!!

لماذا تتجاهلون الحقائق الدامغة وتضللون أنفسكم وتدعون الأكاذيب وتنافقونن وأنتم الفاعلون والآثمون بأبسط القيم والمعايير التي يتعامل بها بشر الدنيا المعاصرة؟!!

و"تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب"!!

ومضد عقود وعقود على هذا النداء وما استفاق العرب!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم