أقلام حرة

الدكتاتورية طريق لبناء دول الفوضى

عبد الامير العباديربما يتبادر لذهنية المتلقي لما اطرحة ان الدكتاتوية عنوان مطلق لاستقرار الدول والعكس من ذلك النسبية المتعلقة في كينونة الشعوب وتوجهها في بناء دولها وانا ارى وفق تصوري الشخصي اننا شعوب هذه المنطقة العربية والاسلامية لم نتعلم من تجارب دول العالم الحر لنجعل من واقعنا نقطة التقاء نهضوي متحضر لوضع قواعد بناء الحرية والديمقراطية وهذا ليس غريبا اذ ان موروثنا الثقافي والاجتماعي يجبر الواقع على رفض اي بديل بتغيير الخارطة الجيوسياسية او زرع سايكولوجية تهيأ لخلق مناخات تستجيب للتحول في ايجاد منظومة انتقالية من مجتمع بدوي قبلي فوض امر وجوده لمتطلبات كهنوتية وقفت بثقافتها ندا وسدا منيعا نحو سبر اغوار التطور ومواكبته اضافة للموروث القبلي الملازم لوجود التدين المصنوع خارج الأسس الحقيقية للدين حيث عقم الوصايا والتوجيهات التي لم تدل في يوم ما انها منتجة للتحضر والحياة المدنية والدليل واقعنا المنخور فكريا وعلى كل المستويات فنحن سواء كانت محاور التشخيص صوب النماذج السياسية الدينية او العلمانية فكلاهما وبموجب الدلائل التاريخية نراها دكتاتورية صرف وهذا من قراءة برامجها او الانظمة الداخلية لتنظيماتها الحزبية او من خلال الواقع الذي يشير الى ابدية قياداتها على المستوى الهرمي الاول وما يلية وهذه محنة الشعوب التي جبلت او هي كما يبدو من سيرورة وجودها تصنع الدكتاتوريةً وعندما تتنادى لرفضها تعيد الكرة مرة اخرى لتصنع قيادات دكتاتورية جديدة وكأن الوجود هو دورة اسطوانة وهذا العراق نموذج لهذه الداله المشوهه فنحن وكذلك شعوب الشرق الاوسط نعيش هذه التجربة وما ان نبدل ثوبا رثا حتى ناتي بثوب اكثر رثة لنضيع فيه انساننا وحياتنا معتقدين انا ذوي نباهة وفطنة وبالتاكيد اقرب النماذج العراق الذي قدمنا له الاف الضحايا قرابين للانعتاق من وحشية البعث وفاشية صدام لندخل فوبيا جديدة اكثر رعبا وبطشا ودموية تحت مسمى التعددية والدستورية وانتخابات ديمقراطية لم تأتي بجديد سوى الايتاء بنماذج مبطنة تدفع الغالي لاجل اعادة ديمومة وجودهاوبقراءة بسيطة يتضح من خلال التخلف بكل تفرعاته ان قادة العراق وبعد عشرة سنوات من سيطرتهم على اكبر الثروات النفطية والاقتصادية يوصلوننا الى بلد بلا موازنة وعجز تام في القدرة على ادارة خلية اقتصادية او اتحادا لأي نشاط ووفق ذلك فان مارفع ويرفع من شعارت رنانة لهذه القوى يشير لتفسخها الطبقي والوطني والتي تحاول فيه عدم السماح لاي ديمقراطية تواكب العصر والشعوب التي ابدعت في كل مصافي الحياة باقين نردد عبارات بؤسنا وشقاءنا تحت وطأة العذاب ونار تلسعنا ونحن مفوضين امرنا لرعاع دخلوا قرانا على حين غفلة من الدهر

 

بقلم: عبدالامير العبادي. 

 

في المثقف اليوم