أقلام حرة

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب!!

صادق السامرائيوتكملة العنوان "فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب"، وهي قصيدة لإبراهيم اليازجي (1847-1906)، وقد كتبها منذ أكثر من قرن، ولا تزال الأحوال تشتد وتتفاقم، والخطوب تتعاظم، والنوم عميق والأجيال سكارى بالبهتان العنيد.

صرخة تنبيه وصيحة إنذار لإيقاظ الغافلين السادرين في غيهم وضلالهم وبهتانهم، من الذين غابوا عن عصرهم وإنغمسوا في مستنقعات الغابرين، وأجداث الراحلين في الرميم، ولا يعنيهم ما يحيق بهم من الكروب والتداعيات والحروب.

أيها السكارى بالآمال السرابية الخادعة، والتطلعات الدخانية الخائبة والتصورات الزائفة، وأنتم بلا إرادة ولا عزيمة ولا سيادة، فقدرتكم على تقرير مصيركم في مهب الريح العاصفة بدياركم، وأنتم النيام وكأنكم قد أخذتكم الرجفة.

"الله أكبر من هذا المنام"!!

هل أنتم من هول ما أصابكم قد تجمدتم وتحولتم إلى مومياءات محنطة في أقبية الأزمان، لا تعرفون من لأيامكم طعما ولا معنى، ولا تملكون عزيمة ولا إقداما على الصيرورة والإيمان بروح أكون.

"وكم تُظلمون ولستم تشكون"

فالظلم يسحقكم بسنابكه ويطحنكم وأنتم الصاغرون المستسلمون الغارقون في دنيا العدم والمناهضون للحياة، والمتقافزون إلى وديان الموت الذي تمنون فيه أنفسكم بالبهجة والسرور، والعيشة الهنيئة الرغيدة في جنان أحلامكم وتصوراتكم.

"ألفتم الهون.."

إعتدم حياة الذلة والخنوع والإنكسار والإنتكاس حتى صارت عندكم طبعا، وعلامة فارقة تميزكم عن باقي الشعوب!!

"وفارقتم لطول الذل نخوتكم"

وكأن المذلة صارت طبعا، أماتت النخوة والحمية والغيرة والغضب الحقيقي الفعّال، فتهاوت الكرامة والعزة والأنفة والكبرياء، وصار وجودكم محض هباء.

ويتعجب من الإصطبار والإستكانة على صنوف الإضعاف والتركيع والإمتهان، ويتمنى أن يكون صبرا في المواجهات والتحديات والإقدام.

فأنتم أحفاد المقامات العالية والشواهد الحضارية السامية السامقة، فكيف بكم ترتضون ما يُخجل أصلكم ويوجع جذركم ويخزي مسيركم الوهاج؟

فهل لديكم القدرة على النهوض والتحدي والإنطلاق المجيد؟!!

لا زالت الصرخة تعصف في ارجاء الوجود العربي ولكن بلا صدى، فإلى متى يبقى الرقود مصيرنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم