أقلام حرة

كارثية المفهوم المنفلت للاسرة

الاسرة هي اللبنة الاساس في بنية المجتمع، وهي حجر الزاوية في قوته وتماسكه. كما انها، المنبع الاساس لكل القيم الاخلاقية، ومعايير تحديد الصواب من الخطا تنطلق من الاسرة. الطفل يتعلم كل اخلاقه، ومعاييره القيميّة من الاسرة وفي اجواء الاسره تتشكل شخصيته ونموه واستقراره النفسي.

هذه الاسرة المحددّة الملامح، والمنظبطة التعريف والحدود، وجهت لها السهام من كل حدب وصوب، وعملت فيها معاول الهدم، لتدمير هذه المؤسسة العتيدة، التي دعت الاديان السماوية الى المحافظة عليها، ودعا حكماء البشر الى تثبيت اركانها، وعدم تعريضها للاهتزاز .

هذا التحديد المنظبط والمتماسك للاسرة، يقابله مفهوم مطاطّي ومنفلت، مفهوم مفتوح وواسع، يرفض الضبط والتحديد . ميوعة هذا المفهوم وانفلاته يشكّل كارثة على المجتمع وقيمه الاخلاقية.

الاسرة في مفهومها التقليدي، والتي تشكّل منبع القيم، المدخل الى تشكيلها وبنائها هو الزواج . في الاسرة المنفلتة ذات المفهوم المطاطّي الرجراج المنفلت، لم يؤخذ الزواج شرطا في تشكيلها؛ فقد يقيم ذكر وانثى علاقة من دون زواج؛ وذلك لان الزواج فيه تبعات والتزامات، والمنفلتون يريدون التحرر من اي التزام . ومع ذلك يعتبرونها اسرة . وفي الاسرة المنفلتة، لايشترط في العلاقة التغاير في الجنس، بل قد تكون العلاقة من نفس الجنس، كأن تكون بين ذكرين، او بين انثيين، وللاسف يطلقون على هذه العلاقة زواجا، وهو زواج معترف به في اغلب الدول الاوربية .ويطلقون على هذه العلاقة الشاذة (الزواج المثلي) وهو تعبير ملطف لهذه العلاقة؛ فالميل الجنسي لنفس الجنس يعدونه ميلا طبيعيا، ولاينعتونه بنعته الحقيقي وهو: (الشذوذ) .

المفهوم الثاني المنفلت للاسرة يؤدي الى نزع القيم، عكس المفهوم الاول الذي تكون فيه الاسرة هو منبعا للقيم والفضائل الاخلاقيّة . وفي هذه العلاقة الشاذة، يجوز لكل من طرفي العلاقة، ان يتبنّى اطفالا . كيف يمكن ان يتربى الطفل في اجواء مليئة بالدنس كهذه؟ اليس هذا جناية على الطفولة البريئة؟ لماذا يفكرون بمنطق مغاير للمالوف، ويسيرون سيرا يعاكس منطق الاشياء؟

هذه هي مساويء عالم مابعد الحداثة، الذي آمن بنسبية الحقيقة، ولاشيء مطلق . في عالم مابعد الحداثة، لامعايير ثابتة، ولااخلاق مستقرة، ولاحقيقة موجودة . في هذا العالم الانسان يصنع الحقيقة وليست الحقيقة شيئا متساميا نسعى لاكتشافه. في عالم مابعد الحداثة، يكون الجميع على حق، رغم التعارض بين الاراء والافكار والرؤى . في عالم مابعد الحداثة العلاقات المنفلتة والشاذة كلها صحيحة؛ لانه لامعايير موضوعية وثابتة .

وفي الختام، هذه صرخة، اطلقها من اجل الحفاظ على البيوت والاسر، من هذا الشر المستطير، الذي يهدد كل شيء، ويفكك كل شيء . ادعو الى التشبث بالاسرة؛ لانها الحصن الباقي، الذي يحمي القيم والاخلاق.

 

زعيم الخيرالله

 

في المثقف اليوم