أقلام حرة

الدين بين اللسان والقلب والسلوك!!

صادق السامرائيكأن الدين تصدح به ألسنتنا ولا تنبض به قلوبنا، ولا تتنعم به أرواحنا، ولاتتعطر به نفوسنا.

فالدين غائب في سلوكنا، ومفقود في عقولنا، ومبني على المجهول في أيامنا، ونعاديه بتفاعلاتنا، ولا نعرفه ولا يعرفنا!!

دين إقرأ، ونحن لا نقرأ!!

دين يسّر ولا تعسّر، ونحن نعسره ونعقده ونجعله الأصعب والأبهم!!

دين إذا جاء نصر الله،  ونحن الذين يستلطفون الهزائم والإنكسارات والإنتكاسات!!

دين الإحسان والزكاة، ونحن البخلاء ومن حولنا ملايين الفقراء.

دين البلاغة، ونحن بلغة الضاد جاهلون، وعنها معرضون، وبها أميون!!

دين وجادلهم بالتي هي أحسن، ونحن نتصارع فيما بيننا ويقتل بعضنا بعضا!!

دين إنا أعطيناك الكوثر، ونحن التائهون الخائبون اليائسون والقانطون!!

دين العدل والمساواة، ونحن الجائرون الظالمون المستحوذون على حقوق الآخرين والقاهرون لإرادة إخواننا في الدين.

دين الذين يعقلون، ونحن لا نعقل ونتنكر للعقل ودوره في الحياة.

دين الذين يتفكرون ويتدبرون، ونحن حرّمنا إعمال العقل وإجتهدنا بالتبعية والتلقين والموت العقلي.

دين المتقين، ولا نخاف الله فيما نقوله ونفعله.

دين الذين يبصرون، وعلى أبصارنا غشاوات وننكر البيّن المنير.

دين الصادقين، وقد إتخذنا الكذب صراطا ومنهجا.

دين الصلاح، والفساد في مجتمعاتنا وباء مشين.

دين المحبة والأخوة الإنسانية، وعندنا الكراهية مذهب ودين.

دين التوحيد وعدم الإشراك ونبذ الأوثان، وقد جعلنا من البشر أوثانا نتقرب بهم إلى الله زلفى.

دين أمتكم أمة واحدة، ونحن في فرقة وتصارعات وتناحرات وتبعيات وخضوع لغير الله.

 فهل بربك أننا ندين بالدين، أم أن لكل منا رب ودين؟!!

وهل سنعرف ديننا ولغتنا لنكون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم