أقلام حرة

الحرب جزء من ديمومة النيوليبرالية

همام الهمامبداية ان الحرب استمرار لمصلحة سياسية اقتصادية لنظام ما بطريقة اخرى.

بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ استيقظ العالم على كذبة كبيرة بحجم محاربة الارهاب من قبل امريكا، وبداية سياسة القرن الجديد التي هي استمرار الليبرالية الجديدة (New Liberalism) التي طفت على السطح، ابان صعود ماري غريت تاتشر في بريطانيا ورونالد ريغن في امريكا في بداية ثمانينيات القرن الماضي.

إن فكرة امريكا العظيمة لمحاربة الارهاب جلبت الموت لملايين في افغانستان والصومال والعراق، ولكي لا ننسى من الذي انشأ تنظيم القاعدة ... لا نعرف؟ ومن الذي حاربها بالطبع امريكا، ومن الذي انشأ داعش ودعمه وموله والان يحميه في اقامة مؤقتة في شرق الفرات في سوريا ... لا نعرف؟ وفي الوقت نفسه الذي حاربه امريكا وماذا سوف يخرج لنا من يمين متطرف، بالتاكيد لا نعرف؟ ولكن بالطبع سوف يحاربه عدو الارهاب امريكا!

لنزور الاقتصاد قليلا، من هذه الناحية هل حقا هذه الكائنات الودودة جدا، والتي تحكم امريكا عبر الانتخابات الشرعية من دون التلاعبات الدولية، وتسيطر على المال، تريد محاربة الارهاب فعلا؟ وهل تريد القضاء على صدام حسين والقذافي وتريد الخلاص من القاعدة وداعش وتريد تحرير الشعوب المضطهدة ام للأقتصاد السياسي دور في ذلك كله. حين يكون التراكم الاقتصادي ليس نتيجة لأسلوب انتاج، انما سبب انطلاقه، هنا اعلم ان الدماء قد اخذت حيزا كبيرا من الفراغ، وقد جرت عملية نهب عظيمة، مثل التي حدثت في افريقيا او في الهنود الحمر او كما حدث في عصرنا الحديث للأتحاد السوفييتي والعراق، ولا نعرف الى الان كم هرب من اثار العراق ولا كم سرق من العملة الصعبة ولا كم نهب من الذهب.

إن اصل تراكم رأس المال هو النهب واحد اهم اسبابه الحروب، وما يؤثر على الطرفين ويجعلهما ضرورة ملحة هي الازمة، واذا ما اردنا تعريف ''الازمة '' هو ميل معدل الربح للأنخفاض، وميل معدل الربح ناتج عن البطالة وانخفاض مستوى الاجور؛ وبالتالي عدم قدرة العمال على الشراء، وتصبح الازمة من يشتري، والبطالة المستشرية جزء من ديمومة هذا النظام "الرأسمالي" لذا المسألة كالتالي؛ الحروب مستمرة وتاخذ عدة اشكال دينية مرة وقومية مرة اخرى ودولية ايضا وصولا الى الابداع الامريكي الجديد، والشكل المستحدث من العصابات اليمينية، في حين داعش ليس نهاية الملحمة.

وعليه؛ من يتصور بان القادم افضل من دون نهاية سلطة المال على بني جنسنا، فالارهاب والمجاعة والدعارة والحروب والاوبئة والامراض وانقراض الحيوانات والتصحر وازمة المناخ واضطهاد النساء والحط من قيمتهن، وازمة التعليم والسكن ومعاناة اللاجئيين والتهديد بالحروب النووية كلها نتاج النظام الرأسمالي، لذلك نقول ان الاشتراكية هي اعادة الخيار للأنسان وبناء مستقبل الطفل ومساواة المرأة وخلق عالم افضل.

 

همام الهمام

 

في المثقف اليوم