أقلام حرة

هذيان .. في العام الجديد !

الشهداء وشرد آلاف الابرياء، عكس إدعاءات " البعض " بأنه كان أقل وطأة من سابقيه .. إنه عندي عام شؤم مثلما هي أعوام الاحتلال جميعها!

ماذا يدور في ذهني الان، وأنا أودع عاما وأستقبل أخر، وماذا خرجت من تجارب وحكمة ورؤى من سني حياتي السابقات .. وقد تجاوزت الستين؟

لقد تيقنّت بأن الرجل الصالح ليس لقلبه  حدود، وبمقدوره  أن  يعامل الصلاح  بالصلاح ويعامل الطالح  بالصلاح ايضا..كما تيقنت  بحاحتنا الى الامانة العقلية والى إنتزاع  الحق من جوف  الاشياء .. وكلما كان الادراك أعمق، كان تفسيره أصعب وكلما تعمق إحساسنا  بالاشياء، كان تحليلنا أقرب الى ... المطق !

وتعلمت إن كلمات الحق، تخنق " الاخرين " وكلمات المجاملة، هي الزيف بعينه .. وترسخت عندي القناعة بأن الرجال الصالحين لايخاصمون  ولايجادلون !

وإنني كثيرا، ماوجدت  نبتة  طيبة في أرض " سبخة " وأيضا  وجدت نبتة  فاسدة  في ارض " طيبة " وعلمتني الحياة  إن الانسان  الذكي لايركض وراء سراب  يلمع في صحراء  المخيلة.. وإن الحب  يمنح الانسان المنعة.. والكره يمنح الانسان الإمتعاض والتعاسة .. وإن الحرية هي التي تربي الامم وهي التي تتيح  الفرصة للكفوئين... وهي تسد الطريق أمام كل دسّاس... ماكر!

 وأهم درس هضمته، هو إن وجوه الأطفال هي التي تفرش الأفق أمام عيني.. وإن النصيحة الطيبة، الصادقة ... لاثمن لها.

وإن وطننا، العراق الماسك  بشرايننا، مثل المعشوقة، كلما نأينا  عنها، سكنتنا، فأستوطنتنا  وإستحوذت على أرواحنا ، إذ كلما طال " المقام " في المنفى تعمّق " مقامه " في الوطن .. ذلك لإن العظيم، عظيم  في  كل شىّ، حتى في أحزانه وآلامه وإنه مثال الشجاعة ... فهل هناك بطولة أكثر من أن يمسك المرء، جمرة نار ولّهه بالوطن .. بيديه غير آبه بالآلم .. وياله من ألم .!

 لكني، بهذه المناسبة، اسمح لنفسي وأنا استقبل العام الجديد بالتغريد خارج المأ لوف بقولي المشحون بشباب  آفل، يدخل، رغما عنه كهف الشيخوخة : أتمنى لكل القلوب أن تخفق بالحب .. فبدون الحب، الانسان واللاشىّ..سواء بسواء!!    

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1277 الاثنين 04/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم