أقلام حرة

اخوان ليبيا يتحسسون مصيرهم المشئوم

ميلاد عمر المزوغيلقد عملوا منذ مجيئهم الى السلطة العام 2011 على التغلغل في كافة مؤسسات الدولة ومحاربة كل الوطنيين لأنهم يرون فيهم الخصم اللدود، وكانت الطامة الكبرى العام 2014 عقب الانتخابات البرلمانية والتي فقدوا فيها الكثير من ثقلهم الوهمي المدلس، قرروا إزاحة شركائهم في الحكم، فكان الدمار الذي شمل كافة القطاعات الاقتصادية وبث الفرقة بين مكونات المجتمع حيث انتشرت اعمال السلب والنهب طاول القطاعين العام والخاص وادى الى شلل تام في قطاع النقل الجوي الناتج عن تدمير المطار الدولي بالعاصمة وتحويل الرحلات الجوية الى مطارات بديلة تخضع لسيطرتهم، لتعود بالنفع عليهم، ولم يسلم مطار امعيتيقة الذي يعد المنفذ الجوي البديل من التعطيل المتكرر بفعل استخدام مختلف أنواع الأسلحة من قبل المتناحرين على السلطة او بالأحرى الساعين الى الاستحواذ على ثروات المجتمع. ما صعّب الأمور على سكان العاصمة وبقية المدن الأخرى بغرب وجنوب الوطن.

لقد وضعت الدول الغربية والإقليمية التي تدور في فلكها، ملصق(ستيكرsticker) على مُعلّبْ الاخوان (المغشوش) فرع ليبيا، بتمديد صلاحيته لخمس أعوام بالتمام والكمال (حتى الآن؟) تحت "لافتة" مجلس الدولة، التي بفعل هيمنتهم على المؤسسات لم تعد دولة.

راءوا في انتفاضة العسكر بشرق الوطن المدعومة شعبيا كسرا لشوكتهم، فقرروا امداد زملائهم ذوو الاتجاهات الفكرية المتعددة، المتحدة في حرصها على تكميم افواه المناهضين لهم وان أدى الامر الى قتلهم بكافة الوسائل المتاحة بما فيها استخدام الأسلحة الثقيلة في الاحياء السكنية والتي استمر فيها الدعم دونما كلل او ملل (اكثر من 3 سنوات) الى ان كللت تضحيات العسكر والمساندين لهم بالنصر المؤزر وتحرر الشرق بأكمله من طغيانهم، وتنفسوا انسام الحرية وأصبحت هناك شبه دولة.بينما الغرب الليبي لا يزال يرزح تحت نيرانهم، اما الجنوب العزيز الذي يعتبرونه تابعا فقد اذلوه، وعندما اجبروا على تركه ساهموا في ادخال شذاذ افاق ومارقين من دول الجوار فعاثت في الاقليم فسادا.

ارتفعت الأصوات النشاز من قبلهم عندما هب الجيش الوطني منذ أيام لتحرير الجنوب من العصابات الإجرامية، اعتبروه غير شرعي، بل وصفوه بأنه مارق عن مجلس الوصاية توأمهم (السيامي) نتيجة مهزلة الصخيرات، لكن الجيش مصمم على إعادة الامن والطمأنينة الى ربوع فزان، وترحيب الاهالي بمقدمه والتفافهم حوله، لن يثني الجيش والشعب صفيرهم وتصفيقهم، وسيكون النصر جد قريب، وسيهزم الجمع ويولون الدبر وينالون عقابهم.

منذ بضعة ايام اعلن رئيس مجلس الدولة (المشري) انسحابه من تنظيم الاخوان لكنه مستمر في عمله الحزبي والسياسي!؟، داعيا الى تماسك المجتمع الليبي والاندماج في العمل الوطني؟ تبعه عضو مؤسس بالجناح السياسي لتنظيم الاخوان (حزب العدالة والبناء) عن مدينة مرزق السنوسي محمود باعلان انسحابه ويتقدم بالاعتذار لكل من كان سببا في انضمامه للحزب، ولكل عضو حرية التصرف فيما يراه مناسبا. نتوقع ان يبادر آخرون بالاستقالة، ندرك ان هذه الاستقالات من التنظيم لم تأتي نتيجة صحوة ضمير او التكفير عن الذنوب التي ارتكبها المعنيون بل ليقينهم التام بان مستقبلهم السياسي وربما الوجودي اصبح في خطر(خاصة في ظل تنامي موجة الكراهية محليا واحتمال فرض حظر على التنظيم دوليا)، وبالتالي السعي بكل الوسائل الى تغيير جلودهم كالحرباء، وما أخالهم بقادرين على التخفي، فقد بلغت جرائمهم حد لا يطاق بحيث يمكن التغاضي عنهم. 

.لقد سنحت لهم الظروف لتولي زمام الأمور وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لكنهم وللأسف افسدوا الحرث والنسل وشوهوا الإسلام بتصرفاتهم الرعناء. انهم يتحسسون مصيرهم المشئوم.   

 

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم