أقلام حرة

عَقِّم الأَحْزَابُ السِّيَاسِيَّة فِي مِصْرٍ

محمد سعد عبداللطيفبَعْد تَنَحِّي مُبَارَكٍ عَنْ الْحُكْم، كَان غِيَاب البَديل الْمُتَجَدِّد الْأُفُق، يَتَمَثَّلُ فِي الدَّوْلَة الْعَمِيقَة، وَالدّوْلَة الْعَقِيمَة، وَالْحَرَكَات والتنظيمات الْإِسْلَامِيَّة الْأُصُولِيَّة، وَالْكُلّ يُؤْمِن بِالنِّظَام الأحادي، فِي غِيَاب سياسات تدبيرية بديلة لأحزاب بِسَبَب عَقِّم الأَحْزَابُ السِّيَاسِيَّة فِيمَا بَعْد مُبَارَكٌ، فِي تَكَتَّل وَيُصْبِح صفرًا عَلَى الْيَسَار بَيْن الْأَغْلَبِيَّة الحاكمة تُصْبِح شَبَّه دَوْلَة، إنَّ عَقِّم الطَّبَقَة السِّيَاسِيَّة الَّتِي تَرِبَت عَلَى مَدَار عُقُود مِنْ التَّزْوِير وَسِيَاسَات السداح المداح والقطط السَّمَّان وفشلها فِي اِسْتِقْطاب جِيلٍ مِن الكفاءات، وَالِاعْتِمَاد عَلِيّ سياسات الْقَصْر الرئاسي الَّذِي خَلَق بِالْفِعْل عَقِّم سِيَاسِيّ وَشَبَّه دَوْلَة، 

وَأَصْبَحَت الدَّوْلَة الْعَمِيقَة شَمّاعَة وَقَمِيص عُثْمَان لِكُلّ الْحُكُومَات الْمُتَعَاقِبَة، فِي الْمُقَابِل الدَّوْلَة الْعَقِيمَة مِنْ أَشْخَاص تُسَيْطِرُ عَلَى الْمَصَالِح الحُكُومِيَّة وَالْهَيْئَات والنقابات 

والبرلمان فِي تَجْمِيل صُورَتُه بالزي الديمقراطي فِي نِظَام الكوتة بِالنِّسْبَة لِلشَّبَاب وَالنِّسَاء وَأَصْحَاب الاحتياجات الْخَاصَّة، فِي عَمَلِيَّة تَجْمِيل للمؤسسات بِطَابَع ديمُقْراطِيٌّ، وتبدأ الدَّوْلَة الْعَقِيمَة فِي مُحَارَبَة كُلّ التنظيمات وَالْأَفْكَار الواعية وَتَسْمَح لأشباة الْأَحْزَاب أَن تَنْمُو فِي كنفها، 

لِذَلِكَ بَعْد تَعْلِيمَات الرِّيَاسَة بِضَمّ بَعْض الْأَحْزَاب، مَعَ بعضها 

سَعَت أَطْرَاف إلَى تَكْوِين حِزْب يَضُمَّ عَلَى رَأْسَه رَئِيس الجُمْهُورِيَّة، وَبَدَأ هَؤُلَاء يَنْتَشِرُونَ فِي قُرَى ومدن مِصْر لِضَمّ بَعْضَ الشَّبَاب وإعطائهم وَعُود أَنْ يَكُونُوا أَعْضَاء المحليات القَادِمَة، رَغِم نَفْي الرِّيَاسَة عَنْ انْضِمَام الرَّئِيس إلَى أَي حِزْب، 

رَغِم أَنَّنَا فِي احْتِيَاجٍ إلَى تَنْظِيمٍ سِيَاسِيّ، بعيدًا عَنْ أَي تيارات سِيَاسِيَّةٌ حِزْبيَّةٌ، يَكُونَ نَوَاه لجيل يُحْمَل الرَّايَةَ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَكُونُ بِه كوادر، تُؤْمِن بِالْآخَر وَالدّوْلَة الوَطَنِيَّة وَيَكُون شِعَارِهَا مِصْر لِلْجَمِيع وَأَعَادَه اللَّحْمَة والنسيج الوَطَنِيّ والمواطنة، 

وَإِحْيَاء الْهُوِيَّة الْعَرَبِيَّة والقومية، 

فِي ظِلّ ظُهُور قوميات أَخِّرِي، أَصْبَحْت تَلْعَب أدوارًا خَطِيرَةٌ فِي الْمِنْطَقَة هَلْ تَسْتَطِيع آيَة حَرَكَة شَعْبِيَّةٌ أَنْ تَقُوم بِهَذَا الدَّوْر

وتلعب دورًا خدميًا ورقابيًا فِي الشَّارِع الْمِصْرِيّ وَتُضَمّ كوادر وكفاءات، فی ظِلّ غیاب تَامّ للبرامج السیاسیة والاجتماعیة والأقتصادیة، وَعِنْدَمَا یصبح الْمَوَاطِن رقماً مجهولاً فی العملیة الأنتخابیة، وَتُصْبِح أَطْرَاف إقلیمیة ودولیة، تَلْعَب أَدْوَار خلفیة فی العملیة الأنتخابیة، 

وتلعب الدَّوْلَة فی الحَشَد الأنتخابي، ویتم تکریس مٶسسات الدَّوْلَة الْمُخْتَلِفَة فی الحَشَد الأنتخابي، وَعِنْدَمَا یستغل الدین وَرِجَالٌ الْإِفْتَاء فی الْفَتَاوِي عَنْ الْمُمْتَنِعُ عَن التصویت الأنتخابي إثْم شرعاً، 

وَتُصْبِح شبکات التَّوَاصُل الأجتماعی مسرحاً للتعلیقات السخریة أَنْت إمَام مَشْهَد مِنْ شَبَّه دَوْلَة ؟ 

الْعَالِم داٸماً فی حرکة وتجدید وتطور وفی التَّطَوُّر انفتاح 

مِن لایستطیع مُجَارَاة هَذَا التَّطَوُّر سیتقوقع فی سباقات السنین 

نَحْن نَحْتَاج الی عُقُول قَادِرَة علی التغییر نَحْتَاج الی أَحْزَاب تتعایش مَعَ الشَّارِع الْمِصْرِيّ نَحْتَاج الی حِوار مَع کل الْأَطْرَاف التی تَرْفَع عُنْوَان لِحِزْب لیس الی عُنْوَان فقط 

کان مِن نتاٸج هَذِه السیاسات 

اِخْتِفَاء الزَّعَامَة الشعبیة مِن المیدان السیاسي، وَانْفِرَاد السُّلْطَة بالحکم فی الحِقْبة الزمنیة الحالیة وَتَرَاجَع الْمَجَالات العلمیة والسیاسیة والأجتماعیة والثقافیة والتعلیمیة وغیاب الحرکات القومیة بَعْد 25 مِن ینایر 2011 م 

مِمَّا أُدِّي الی ظُهُور الِاسْتِبْدَاد السیاسي فی غیاب أَحْزَاب فَاعِلُه فی الشَّارِع المصري 

 

مُحَمَّد سَعْد عَبْد اللطیف 

کاتب وَبَاحِث فی الجغرافیا السیاسیة 

 

في المثقف اليوم