أقلام حرة

أربع سنوات على "عاصفة الحزم"

شاكر فريد حسنتطوي الحرب في اليمن سنتها الرابعة، وسط اوضاع مأساوية واجواء كارثية، اعادت هذا البلد العريق، الغني بموارده وثرواته الطبيعية، عقودًا إلى الوراء، بعد ابادة معالمه وكنوزه الحضارية، وتدمير مؤسساته، وتخريب البنى التحتية فيه، وتحويل شعبه إلى جوعى وجرحى ومشوهين ومعاقين ونازحين ومهجرين، فضلًا عن انتشار الفقر والمجاعة والبطالة والامراض المختلفة وأبرزها مرض الكوليرا المميت .

لقد مرت اربع سنوات على بدء هذه الحرب العدوانية المجنونة الظالمة، التي سميت بـ " عاصفة الحزم "، والتي اعلنتها السعودية والامارات في العشرين من آذار العام 2015، وذلك دعمًا للحكومة اليمنية الشرعية ضد جماعة الحوثيين . لكن هذه الحرب لم تحقق الهدف المعلن عنه، المتمثل بإنهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية إلى السلطة في اليمن .

لقد صمد اليمن في هذه الحرب المتواصلة وقاوم ببسالة منقطعة النظير، وبكرامة لا تهان، وارادة صلبة لا تكسر، وقدم للعالم دروسًا في الصبر والصمود والتضحيات، دفاعًا عن عزته وكرامته وأراضيه ومستقبله .

وقد بات واضحًا أن السعودية لم يكن هدفها من الحرب بالأساس اعادة السلطة الشرعية، ولا صيانة كيان الدولة اليمنية على حد زعمها، وإنما ابتلاع المزيد من الأراضي وتوسيع حدودها للوصول إلى بحر العرب .

وفي الحقيقة أنه مع طول امد الحرب فإن اليمن يتصدع شمالًا وجنوبًا، وسط مخاوف كبيرة، من الانقسامات والصراعات الداخلية مع ظهور اطماع السعودية والامارات . ولا ريب أن الهدف من مواصلة الحرب في اليمن هو تجزئته وتقسيمه، وابقائه فقيرًا منكوبًا ومدمرًا، تسوده النزاعات والصراعات العشائرية والقبلية والاحتراب الداخلي .

الأزمة في اليمن باتت الأزمة الاسوأ في العالم، ولذلك هنالك ضرورة وحاجة ماسة لإنهائها بأسرع وقت ممكن . وهذا يتطلب تحرك عربي وعالمي بهدف وضع حد للحرب، وانسحاب القوات السعودية والاماراتية من اليمن، والبدء في اعمار اليمن، وترك شعبه يقرر مصير البلاد ومستقبلها .

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم