أقلام حرة

جادك الويل إذا الويل همى!!

صادق السامرائيالويل: حلول الشر

البشرية تقف على مفترق طرق ربما سيأخذها إلى دروب الويلات العجيبة التي ما عرفتها من قبل، لما بلغته من قدرات التعبير الفائق عن الشر.

فالبشرية في محنة مصيرية، بعد أن أخذت تلوح إشارات الإنفلات في بعض مراكز قِواها الهائلة التعبير عن الدمار والخراب الفظيع، مما يعني أن الأيام تقف على أطراف أصابعها، وأن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ربما لن يبلغ تمامه بسلام.

فهناك محاولات للجم قوة لا رادع لها، فقطّعت لجامها وإنطلقت بأقصى طاقات وقدرات التعبير عمّا فيها، ولذلك فأنها ستقدم على القيام بما لا يخطر على بال من الإجراءات والتفاعلات، التي ستتسبب بالمزيد من المآسي الهائلات.

ويبدو أن البشرية تتشكل في محاور وجبهات إستعدادا لمواجهات قاسيات، تحاول أن تقلل خسائرها فيها، وتحمي ما تستطيعه من الأرض المفجوعة ببشرها المنفلت الإبتكارات، المسخرة لترجمة إرادة الشر الجهنمي النوازع والتطلعات.

نعم، إن البشرية في مأزق وجودي مصيري تتنامى فيه قدرات النفس الأمارة بالسوء، وتسعى لتسخير العقل وإستعباده لصالحها، ولا يُعرف متى ستنتصر على العقل الإنساني وتتأسد وتمتطيه للتعبير عن غاياتها السوداء.

وما يدعو للإطمئنان لحين، أن العديد من قادة الدنيا لا يزالون يتورعون ويتميزون بشعور عالٍ بالمسؤولية الإنسانية، ويزينهم الحلم ويتحلون بالحكمة والتعقل والتأني في مواجهة المخاطر، ومحاولة إستيعاب القِوى التي تريد الإنفلات والإحتراب.

أي أن الواقع الأرضي في محتدم تصارع شديد بين قدرات الشر والخير، كما هو الحال منذ الأزل، لكن الأدوات المعبرة عن الشر قد فاقت التصورات، ولهذا يتوجب على القادة الإلتزام بالحكمة وإرادة الحلم والوقاية من الفناء الحتمي، فالقوة الكفيلة بمحق الحياة تفوق قدرات حمايتها، وما مر زمان على البشرية أخطر من زمانها هذا.

وما يُرعب أن التأريخ السلوكي للبشر يشير إلا أنه ما أن يمتلك قوة إلا وإستخدمها، فما عهدت البشرية أن القوة التي تمتلك قدرات تدميرية ستبقى قابضة عليها دون إستعمال إلى وقتٍ طويل، وإنما المعروف أنها ستعبّر عن قوتها بها، وهذا هو المأزق المعاصر الفتاك.

فهل ستنتصر العقول على نوازع النفوس الأمارة بالوعيد؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم