أقلام حرة

إذا قال الكومبيوتر فصدقوه!!

صادق السامرائيما جرى للطائرة الأثيوبية بوينغ 737 يرمز إلى أن مصير الوجود الأرضي تتحكم به الكوبيوتر، بأنظمتها الإليكترونية التي تفوقت على العقل البشري الفردي، لأنها من إنتاج عقول عديدة متفاعلة.

الكومبيوتر يتحكم بالطائرة وإذا أخطأ قضى عليها وعلى مَن فيها، فإرادة البشر مشلولة وقاصرة أمام إرادة الكومبيوتر التي إرتضى أن تكون هي السيدة وهو العبد المطيع.

ليس غريبا ما تقدم، وإنما هو واقع قائم وفاعل في الحياة الأرضية، وبما أن الأرض كرة سابحة في فضاء كوني مجهول، وأن أخطر ما فيها تسيره الكومبيوترات، المتصلة بأزرار ما أن تُضغط ستقوم بعملها بلا رادع ولا قدرة على التوقف حتى تصطدم الأرض بذاتها وينتهي ما عليها بالتمام والكمال.

قد يبدو ذلك تشاؤما شديدا، لكن مصير الأرض مرتبط بأزرار لتحفيز الكوبيوتر على العمل الرهيب، فأسلحة الفناء الأرضي جاهزة للعمل، وتتحكم بها الكومبيوترات بأنواعها، وإذا أخطأت أو تجمدت كما حصل لكارثة الطائرة الأثيوبية، فاقرأ على الدنيا السلام.

فالعقول البشرية قد أوجدت ما لا طاقة للعقل الفردي عليه من الإبتكارات والمخترعات والإكتشافات، التي وضعت الحياة على حافات المخاطر والويلات العظام.

فهل أن أجهزة الكومبيوتر ستخطأ ذات يوم رهيب؟

الإحتمال وارد، وضغطة الزر تحتاج إلى لحظات قليلة، ولا يمكن للفاعل أن يتردد لدقائق لأن في ذلك هلاكه، فالهدف أن تُهلك قبل أن تهلك، والخطأ حتما لواقع، والواقعة قارعة وما أدراك ما هي.

ترى هل أن البشرية إتخذت الإحتياطات الكافية لمنع أخطار الأخطاء الكوبيوترية المتحكمة بالحياة الأرضية؟

الجواب صعب، وماهية الإحتياطات مبهمة وغير ممكنة، لأن الخطأ سيحفز مشاعر الرعب الشديد الذي يستدعي السقوط في متوالية أخطاء فظيعة التداعيات.

فالمصير البشري مرهون بأجهزة إليكترونية، وما عاد للعقل المجرد دور وقدرة على الإستيعاب والتدبير، وفي هذا يكمن سوء المصير.

فهل سيعود البشر إلى العقل أم أن العقل في جهاز؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم