أقلام حرة

خواطر تسبق الانتخابات البرلمانية (1) قوة الضعفاء

يتحول إلى ذئبٍ ماكر ليفترس أبناء عمومته وحتى أخوته، وهم في هذا الشعور سيان فلا فرق بين نعجة أو كبش أو حمل صغير، فالكل يحمل هذا الشعور، والكل لديه ما يخفي، نحن بحاجة إلى الراعي لأننا جُبلنا على الخوف من الذئب، ولكن كما قلتُ على استعدادٍ دائم للتحول إلى ذئب متى سنحت الفرصة.

فالحمل الوديع يبقى كذلك فقط لأنه لم يستطع أن يتحول إلى ذئب، فكل الأسوياء الطيبين لم يتحصلوا على فرصة للانحراف.

والأشياء ليست دائماً كما تبدو لنا في ظاهرها بل أن بواطن الأمور تخفي الكثير من الأشياء غير السارة والمثيرة للاشمئزاز، وحقيقة الوجوه ليست كما نراها، فأغلبها عبارة عن أقنعة تُخفي تحتها أبشع الوجوه، رحم الله أحد الأصدقاء حياً أو ميتاً ممن ضاعت أخباره عني منذ عقدين من الزمن، والذي يختم كلامه وكتاباته بعبارة: كلنا كالقمر له جانب مظلم.

وهذه العبارة تحتوي على نسبة كبيرة من الصحة، لأن كل شخص منا له جوانب مظلمة لا تبدو للآخرين ولا يريدها أن تظهر للعيان.

فحذار أيها الناخب النجيب مما تسمع وما ترى.. وعليك أن تتفحصه جيداً...

 

الخاطرة الثانية

كان أحد العلماء يُجري بعض الأبحاث على مجموعة من القرود فقام بحبسها داخل إحدى الغرف، وفي يومٍ من الأيام خطر على باله سؤال:

يا تُرى ما الذي تفعله القرود عندما تكون لوحدها داخل الغرفة؟ فقرّر أن يختلس النظر إلى مجموعة القرود عن طريق ثقب في الباب، فماذا وجد؟

لقد وجد أن أحد القردة ينظر إليه من الناحية الأخرى لثقب الباب..

القصة لها معاني ومدلولات كثيرة، ولكن أهمها هو:

لا تتحاذق، ولا تُحاول أن تكون أكثر ذكاءً من الآخرين، فما تُفكّر فيه أنت يُفكّر فيه أبسط الناس وحتى البلهاء منهم، ولا تستخفّ بعقول وتفكير الناس ولو بدوا ناقصي عقول.

الحمقى والمغفّلين يبقون كذلك ما دامت ظروفهم تُجبرهم على ذلك، وما دمت أنت قد اضطررتهم إليها، ولكن تبقى في أجسامهم قوة وفي عقولهم أفكارٌ لا تخطر على البال.

فرفقاً بنا أيها المُرشّحون.. ضعوا في حُسبانكم بأنّكم سوف لن تأمنوا قوة الضعفاء بعد اليوم، ولن تناموا هانئين، إن لم تكونوا منهم ولهم خادمين.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1278 الثلاثاء 05/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم