أقلام حرة

القوى الناعمة المصرية؟

محمد سعد عبداللطيفأصبحت لاسند لها ولا حقيقة علي أرض الواقع .حيث كانت القوى المؤثرة والشخصية المصرية .هي القوى الناعمة بتنوعها الفريد في الفنون والآداب كان السلاح الأقوي وهو الرصيد والحماية .

وعلي امتداد التاريخ كانت الثقافة والفن والفكر والقيم الأخلاقية هي رأس المال المعنوي للشعب المصري .

وعنصر الحماية والروح . وكانت عنصر التشكيل والتغيير و التأثير في الرأي العام في الدولة المصرية .وقد لعبت الفنون والثقافة دورا مهما في فترة الخمسينيات والستينيات في عصر التحول الأيديولوجي إلي الإشتراكية ولعبة دور مهم في القضية آلام فلسطين من شبكة الإذاعات مثل صوت العرب والشرق الأوساط وعرف وتعلم كل العرب اللهجة العامية المصرية . من خلال البث المباشر عبر أعمال فنية ونقل حفلات أم كلثوم فكانت قوي ناعمة لوحدها في الوطن . وقد لعبت السينما المصرية دورا بارزا من خلال نخبة من الأدباء وكتاب الخمسينيات والستينيات . في روايات تم تجسيدها الي أعمال فنية مازالت باقية ويتردد رواية (الحرافيش) في حق مجموعه مهمشة من المجتمع من ثورة الحرافيش الي ثورة المصريين علي الهكسوس الي رواية طيبة . الي بداية ونهاية الي زقاق المداق الي ثرثرة فوق النيل . الي شيء من الخوف . الي الكرنك . والاستبداد السياسي. الي مسرحية البهلوان ليوسف ادريس ..كل ذلك مازال في وجدان الشعب العربي والمصري .

صورة إسماعيل ياسين كانت حاضرة لشاب أوقف عبد الناصر في زيارتة الي المغرب في مدينة الرباط ماذا سأله سأل عن إسماعيل ياسين .وخلال متابعتي لأخبار العالم استوقفني مقال في إحدى الصحف البريطانية. عن المسلسل الإسرائيلي (شتيزل) حيث لاقي قبولا واسعا بين الإسرائيليين. حتي المتزمتين الذين لايملكون عادة تلفازا ولا يشاهدون المسلسلات كانوا يتابعون علي شبكات الانترنيت . لقد اصبحت الاغنية التي تغنت في المسلسل أصبحوا يتغنون بها في اعراسهم .

وانتشرت لافتات المسلسل في كل أنحاء إسرائيل والغريب ان يترجم الي أكبر شبكات التلفزة ترجمةفورية. ويعرض في دول كثيرة .

والسبب تناوله بعض الموضوعات الحساسة التي لا تجيز للمجتمعات اليهودية المتشددة التطرق إليها. ومن اسباب نجاحه التركيز علي مجتمع صغير مغلق يعيش بينهم .ولكن يثير اهتمامهم ويشد انتباهم .لأن افراده يختلفون عنهم في المظهر والمسكن والملبس والفكر .

رغم ذلك لهم قوتهم في توجية وتعاظم نفوذهم في السياسة واظهار طائفة (الحيريديم) المتزمتون في نفوذهم في التشريع وفي مصير السياسة الاسرائيلية الذي لايمكن فصل الدين عن الدولة الذي يمنحهم حق اتخاذ قرارات في أمور مصيرية وتسليط الضوء علي حياة هذة المجتمعات من غلاة المتزمتيين وانغلاقة علي نفسة ومعاداتة للعلمانيين. الإسرائيليين وقد عرض تفاصيل حياة هذا المجتمع بجرأة ودون تزييف.. وعلي الجانب المصري تجد عشرات الدعاوي القضائية طالت أعمال وكتاب .من دعاوي ازدراء الأديان والإساءة إلي سمعة مصر وخدش الحياء العام وإهانة الرموز التاريخية . واصبحت الأعمال تشبة أعمال البلطجة وليس صورة الفتوي التي لعب قلم نجيب ابن البلد الجدع الذي يقف مع الحرافيش و ادوارها نجيب محفوظ ابن البلد في التوت والنبوت .. بعد 1952م كانت صانعة الثورات ليس بالمفهوم الثقافي للثورة ولأن التغيير مفهوم ثقافي وهو سلاح المواجهة الأول للمصريين . وتعتبر الثقافة مكون أساسي في الشخصية المصرية . وفي تنمية الوعي وتطوير العقلية وقد لعبت الثقافة بجميع فروعها في الفترة الناصرية دورا خطيرا في توجية السياسة ناحية الاشتراكية وقد ظهر ذلك اثناء بناء السد العالي من فنون البالية الروسي فقد اصدر عبد الناصر بإنشاء معهد للبالية تطويرا واستغلال هذة القوى الناعمة سلاح في ظهر اي حاكم .

وقد لعب الفن بجميع إشكالية في اظهار آثار هزيمة 67 / كما في ثورات الربيع الشعوب . من نقل الحدث من اعمال ففي خلال 18 يومآ تم رسم ونحت علي اجدرة الحوائط في ميدان التحرير وشارع محمد محمود من أعمال فنية من موهوبين . ولكن لاسف صدر قرار من محافظة القاهرة بطمث كل الرسوم والنحت حتي يطمثوا كانت هنا ثورة .. ومع المتغيرات السياسية الحادة والاقتصادية الصعبة التي احدث تأثيرها صعودا وهبوطا في تسعينيات القرن المنصرم .وظهور جماعات وايدولوجيات تحرم كثير وتكفر وتقتل كتاب وأدباء مثل الهجوم الذي وقع علي نجيب محفوظ ومحاولة إغتيالة كذلك حادث مقتل الكاتب فرج فودة رغم ذلك كآن كلمات فرج فودة تذاع امام دور الأوبرا وأمام وزارة الثقافة لعدم إعتماد أوراق وزير من التيار الإسلام السياسي 2013 وكان قد طلب من قبل إغلاق دار الأوبرا لأنها تعرض فن عاري مثل التماثيل يجب وضع عليها اشربات علي الرأس كما حدث في مدينة المنصورة لتمثال ام كلثوم وفي إسكندرية . ولكن مع تراجع الدرامي المصرية وصعود السورية والصعود المالي الخليجي والأنشطة التمويلية رغم ذلك لم تستند إلي قوي إنتاجية حقيقية ولكن في الغالب تعمل وتتنامي بقوة المنتج المصري والقوى الناعمة المصرية . رغم السماء المفتوحة .من غزو أعمال تركية وهندية . مازال الفن المصري القديم حاضر وبقوة علي شاشات التلفزة هذا العام في رمضان من مسلسلات من الزمن الجمل ...

رغم تعلمنا ان مصر تعيش بمرضها المزمن ولكن لا تموت ..

 

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية ..

 

في المثقف اليوم