أقلام حرة

إخوان .. الحزب حزبكم؟!

ويرغمون الناس على حضورها، تلك الكلمات الحزبية الصارمة التي تنطلق من افواه الرفاق المسؤولين وهم يخطبون بتجمعات الطلبة او الناس البسطاء لغرض بث روح الحماس فيهم نتيجة قرار طائش اتخذه القائد وحزبه بحق دولة عربية أو بحق اناس بسطاء عزل، ومن تلك المقولات المكررة التي يتذكرها الجميع ممن عاصروا ذلك الحزب ان الرفيق الفلاني يبدأ حديثه بعبارة " اخوان الحزب حزبكم " او العبارة الأخرى " ان الحزب علـّمنه وربـّانه " حتى صارت مثل هذه العبارات تتردد على السنة الناس بالخفاء للسخرية من هذا الحزب الذي لم يجلب قائده وزبانيته من الرفاق الا الحروب والويلات للناس طيلة فترة حكمه للبلاد، وتلك حقيقة قاسية ومرّة لايمكن ان نضع لها مساحيق التجميل السياسية حتى تبدو تلك الحقيقة المظلمة بوجه آخر . اجل كان هذا الحزب الواحد يتحكم بمصائر الشعب وحريته وفق ماتشاء مصالحه الشخصية وكان الرفاق من الدرجات الحزبية الرفيعة وحتى الواطئة يتمتعون بثروة فاحشة واطيان وعقارات وعيش رغيد على حساب الشعب المحروم من حقوقه حتى هذه اللحظة برغم زوال ذلك الحزب الواحد، ويعرف الجميع ان اي رفيق ينتمي الى ذلك الحزب كان لايتردد لحظة واحدة من كتابة التقارير التي تقطع الرؤوس على جاره وابن عمه وحتى اخيه للحصول على مكافآت وامتيازات من حزبه وقائده الأوحد، غير ان المفارقة ان بعض هؤلاء الرفاق حين يختلون بزوجاتهم آخر الليل تراهم ينحبون ويشتمون ذلك الحزب الواحد وقائده وان القلق يعصف بهم دائما نتيجة عدم ضمان حياتهم الحزبية والوظيفية فلربما على حين غرة يطاح بهم من جراء تقرير يكتبه عليهم احد الرفاق من دمهم ولحمهم وتذهب جميع ثروتهم ونضالهم السياسي الخلب و" الفاشوشي " ادراج الرياح، حقا كانت تلك السنوات محنة مابعدها محنة على الشعب الأعزل وشبح الرفاق يطاردك بمقولتهم الأثيرة على نفوسهم " اخوان الحزب حزبكم " ولا ادري كيف كان ذلك الحزب حزبنا !! وثروات البلاد محجوزة علنا لأولئك الرفاق ومكاتبه السياسية والأمنية والإستخبارية ونصيب الشعب اعواد المشانق والسجون، تذكرت كل ذلك وسط لغط الحكومة والناس بعودة اولئك الرفاق بملابسهم الزيتونية مرة اخرى الى التنمر في الشوارع والساحات العامة ومسدساتهم المعلقة الى جنب خصورهم تعلن عن شررها وبطشها في الناس .. تذكرت كل ذلك وانا اضع يدي على قلبي وأهز رأسي أسفا .. فهناك الناس في بلادي تقول وافق شن طبقة ؟؟ وان هناك من هم اشد فتكا من رفاق الزيتوني لكنهم يرتدون العمائم على رؤوسهم ومسدسدات كاتم الصوت تحت جببهم ويستولون على خيرات البلاد علنا وبشهوة ضارية وبدون وخزة ضمير .. فلماذا تريد الحكومة عودة رفاق الحزب الواحد .. والبلاد مليئة برفاق العراق الجديد الذين هم اشد ضرواة وبطشا من رفاق العهد القديم .. والشعب المسكين مازال يرتجف هلعا من رفاق الماضي ويكاد يموت خوفا من رفاق العصر الجديد بعمائمهم السود والبيض وخطبهم المليئة بالتهديد والوعيد .. ربما سيقول البعض ممن يرى في مقالي هذا ضربا لمصالحه او اساءة لحزبه القديم اوالأحزاب المتنفذة الجديدة انها كلمة حق يراد بها باطل فأقول له : نحن مازلنا نتذكر نغمة الماضي المرعبة .. اخوان الحزب حزبكم ؟! بينما الناس في البلاد يرددون على السنتهم هذه الأيام المثل العراقي الشهير " نفس الطاسة ونفس الحمـّام " تمام لو مو تمام .. ام انا غلطان .

 

حسن النواب

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1278 الثلاثاء 05/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم