أقلام حرة

الضلع المفقود

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها"..الاعراف 189

هل خلقت حواء من ضلع ادم ليكملا بعضهما بعضا، ام ليستغلها ويعيرها بانها خلقت من ضلعه لتكون  مجرد تابعة له!

لقد خلق الله الذكر والانثى واناط بهما مسؤولية استمرار النسل البشري ووزع المهام بينهما مناصفة كل حسب قدرته، فترى حواء تجتهد وتستبسل في سبيل تحقيق التوازن المطلوب، فتكون ينبوع عطاء تفيض على نصفها الاخر وتكون له الداعم الاول في سبيل تحقيق نجاحه وتقدمه، وكم من عظيم كانت وراءه امراة ساندته ورعته وبذلت كل شئ من اجله والتاريخ حافل بشخصيات عظيمة تركن بصمتهن واضحة على سطور الحياة، ولنا بالسلف الصالح اسوة حسنة كالسيدة مريم العذراء والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)..

لقد خلقت حواء للعطاء بل انها كالشمس عطاءا بلا حدود، فتراها الابنة المطيعة، والاخت الساندة، والام المضحية، والزوجة المكافحة، انسانيتها تطغى على كل شئ ترضى بالقليل وتعطي الكثير، هذا القلب الكبير والحضن الدافئ يستحق ان يكون بالمقدمة مدعوما من النصف الاخربما يستحق من الدعم فلما لا يكون وراء المراة العظيمة رجلا اعظم، مادام وراء الرجل العظيم امراة، سواء كانت ام، اخت، زوجة، او اي امراة كانت سببا لنجاح ادم..

لم تخلق المراة للاهانة والاستغلال والمتاجرة بمشاعرها وحياتها ونعتها ب"الضلع الاعوج"بل خلقت لتكون مكرمة متوجة في بيتها ومجتمعها مزهوة بعطاءها، فمن كان اميرا سيجدها اميرة، ومن كان انسانا سيجدها ينبوع عطاء، اما من اختار ان يكون مستبدا فحتما سيجدها ثائرة بكل مااوتيت من قوة لنيل حقوقها، فتلك نتيجة منطقية من باب الفعل ورد الفعل ..

فلاتنسى ياادم انك خلقت في رحم امراة وتربيت في حضن امراة وعندما كبرت وبلغت اشدك احببت امراة واقترنت بها وانجبت لك ذرية واصبحت مسؤولة عنك وعن اولادك، افبعد هذا الاتستحق حواء ان تكون وراءها !

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم