أقلام حرة

زواج الاقارب.. ماله وماعليه

سنتناول موضوع زواج الاقارب باعتباره اكثر المواضيع حساسية في المجتمع، ولما لهذا الموضوع من تبعات تكون في اكثر الاحيان ماساوية..فاذا تناولنا الجانب الايجابي منه سنجد ان اهم مافي الموضوع هو المعرفة التامة بماهية الشريك ذكرا ام انثى، من حيث الاخلاق، العادات، السلوك، الطبائع المختلفة، اضف الى ذلك بعض الصفات الايجابية الاخرى، كان تكون العائلة الكبيرة متميزة بصفات معينة كالجمال او الذكاء او طول العمر اودماثة الخلق، فهذه العوائل التي تتميز بهذا الكم من الصفات الجيدة تجد من الصعوبة ان تترك مسار العائلة وتنطلق الى خارجها لتقترن بما هو دون مستوى تلك العائلة حسب مفهومها طبعا، وعملا بالمثل القائل"اللي تعرفه احسن من اللي متعرفه"

اما اذاتناولنا الموضوع من الناحية السلبية سنجد ان سلبيات الموضوع اكثر من ايجابياته خصوصا اذا كان "بالاكراه"..

ان الاقتران بعلاقة زوجية امدها الحياة من دون قناعة تامة بالشريك، تلك جريمة بحد ذاتها لان مايترتب على هذه العلاقة سيكون وخيما على الاسرة اولا والمجتمع ثانيا والمتضرر الاكبر الاطفال الذين طالما يدفعون اثمان اخطاء الاهل بلا قيد اوشرط..

ان غرس بذرة الاقتران بنفوس الاطفال الصغار اي الترديد على مسامع الطفل او الطفلة انك ستتزوج من ابنة عمك او خالك عندما تكبر، لهي الكارثة بعينها، فالذي يحصل ان احد الطرفين سيتشبث بالاخر بانيا احلاما وقصورا في الهواء ماتلبث ان تتلاشى وينهار كل شئ عندما يصطدم برفض الطرف الاخر الذي قد اقترن او اعجب بانسان اخر في مكان دراسة او عمل اوجيرة وما الى ذلك..

وتبدا المشاكل وتحتدم الصراعات بضرورة اقناع الطرف الاخر بالعدول عن رايه والقبول مرغما لان رفضه سيسئ للعائلة باكملها او بالاصح العشيرة التي رات في ذلك الزواج تتويجا لاواصر الالفة بينها، هذا الامر الذي يؤدي الى نفور الطرف الرافض واللجوء الى العديد من الطرق للخلاص من هذا القيد بالهروب او حتى بالانتحار  اذاكانت الفتاة هي المعنية،  اما اذا رضخ الطرفين فستكون حياتهم جحيما وعلاقة من طرف واحد وليست علاقة مودة ورحمة ويضطر الطرفين للرضوخ لارضاء الاهل والقبول بحياة بائسة قد تستمر بالكاد وقد تنتهي في اغلب الاحيان بالطلاق..

ومن الناحية العلمية فان علماء الوراثة لايشجعون زواج الاقارب لانه  كفيل بنقل الامراض ذاتها داخل العائلة الواحدة خصوصا اذا كان في هذه العائلة امراضا كالامراض النفسية وامراض الدم وغيرها من الامراض التي تنتقل جينيا وتلك كارثة بحد ذاتها وقع في براثنها العديد من الازواج الذين انجبوا اطفالا معوقين او مشوهين يحملون نفس الصفات الموجودة اصلا في العائلة الكبيرة....

ان رسولنا الكريم كان له راي بالزواج حيث قال"تخيروا لنطفكم" اي انه اعطى الخيار من اجل سلامة المنظومة الاسرية،  فالموضوع نسبي وليس مطلقا اي انه اذا بنيت العلاقة الزوجية على القناعة من قبل الطرفين مقرونة بالفحوصات السليمة فلا ضير من ذلك ابدا وذلك مدعاة لاقامة وشائج الالفة والمحبة داخل الاسرة الواحدة، لكن اذا تم الامر قسريا فذلك كفر بما جاءت به الانسانية والشرائع السماوية وتلك كارثة تعود بالضرر على الاسرة بصورة عامة والاطفال بصورة خاصة وعلى المجتمع الذي تنهار احدى لبناته تحت اي ظرف..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم