أقلام حرة

السودان إلى أين..؟!

شاكر فريد حسنفي التاسع من ديسمبر الماضي اندلعت الاحتجاجات السلمية في السودان، وذلك تحت وطأة التردي الاقتصادي، حيث طالب المحتجون بتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، ثم ارتفع سقف المطالب إلى الاطاحة بعمر البشير، ومع تشبث البشير المجرم بالسلطة، وعجز النظام السوداني الحاكم عن الوفاء وتحقيق المطالب الجماهيرية، تم تطوير أسلوب الاحتجاجات، والانتقال من التظاهرات إلى الاعتصام المفتوح أمام مقر قيادة القوات المسلحة، لينتهي الامر بانتصار الارادة الشعبية بسقوط نظام البشير والإطاحة به وفراره في الحادي عشر من نيسان المنصرم .

لكن الذي حدث أن الطغمة العسكرية سرقت السلطة بعد الاطاحة بعمر البشير وزبانيته، ما يعني أن السودان الغارق في صراعات مريرة متواصلة منذ سنوات طويلة، يعيش الآن مرحلة سوداء أخرى في تاريخه، وفي طريقه إلى المجهول من جديد بفعل اللعبة القذرة التي تديرها قيادة العسكر السودانية .

لن يكون السودان بخير، ولن يعيش شعبه حياة هانئة وسعيدة، ما دامت النظم السياسية المستبدة تحكمه، وتسرق خيراته، وتغتال أصوات الحرية والعدالة والديمقراطية فيه .

ولكن مهما طال الليل والسحب الحالكة، ورغم الممارسات الاستبدادية  العسكرية، فإن الشعب السوداني مصمم على مواصلة درب الكفاح والاحتجاج والثورة الشعبية، حتى تتحقق مطالبه وآماله وأحلامه بمعانقة ضوء الشمس والحرية، وسيخرج  في نهاية المطاف منتصرًا عزيزًا شامخًا كالرواسي والجبال، وسيحرر أجهزة الدولة من الذين اغتصبوا السلطة بالقهر والاستبداد، وبالحديد والنار . والنصر دائمًا وأبدًا حليف الشعوب المستضعفة المناضلة والمكافحة، المؤمنة بالغد السعيد والمستقبل الجميل .

 

بقلم : شاكر فريد حسن

في المثقف اليوم